كشف استطلاع للرأي اجري في بريطانيا اول من امس عن تراجع تأييد البريطانيين للحرب لأنها ستستمر اطول مما كان متوقعاً، ولأن اداء جنود التحالف الاميركي - البريطاني ضعيف. وأظهر استطلاع مماثل في الولاياتالمتحدة ان اكثر من نصف الاميركيين يعتقدون بأن حكومتهم متفائلة اكثر مما ينبغي في تقويمها لمسار الحرب، وروى جندي بريطاني نجا من "نيران صديقة" اميركية في البصرة ان الطيار الاميركي "راعي بقر لا يكن اي احترام للحياة البشرية". أظهر استطلاع للرأي نشر امس ان تأييد البريطانيين للحرب ضد العراق تراجع للمرة الاولى منذ اندلاعها. وكشف الاستطلاع الذي أجري لحساب صحيفة "ديلي تلغراف" تزايد الشعور بين البريطانيين ان الحرب ستستمر فترة اطول مما كان متوقعاً، وان اداء القوات البريطانية والاميركية جاء اضعف من المنتظر. وكشف الاستطلاع الذي اجري اول من امس الاحد ان 54 في المئة من البريطانيين يعتقدون بأن العمل العسكري ضد العراق أمر صائب مقابل 59 في المئة في الاستطلاع الماضي في 27 آذار مارس. وارتفعت نسبة الذين يعتقدون بأن الامر سيستغرق بضعة اشهر لهزيمة الجزء الاكبر من الجيش العراقي من 37 في المئة الى 56 في المئة. وأظهر استطلاع مماثل في الولاياتالمتحدة ان اكثر من نصف الاميركيين يعتقدون ان حكومتهم متفائلة اكثر مما ينبغي في تقييمها للمسار المحتمل للحرب في العراق. وأبدى كثير من المحاربين الاميركيين القدامى معارضتهم للحرب. وقال سيث بولاك، العضو في جمعية "مقاتلون قدامى من اجل المنطق": "بدا لي ان الرئيس يستغل المحاربين القدامى باختياره بعناية افراداً يشاطرونه رأيه". واضاف "هذا أمر مشين ومتوقع من جانب بوش". من جهة اخرى، روى أحد الناجين من هجوم جوي ناجم عن طائرة اميركية ضد جنود بريطانيين وأسفر عن قتيل واربعة جرحى قرب البصرة لصحيفة "تايمز"، كيفية وقوع الحادث وصب جام غضبه على الطيار الاميركي الذي قاد طائرته "كراعي بقر" انطلق وكأنه متجه "لتفجير نفسه". وأقرت وزارة الدفاع البريطانية بمقتل جندي بريطاني واصابة اربعة آخرين بجروح، مشيرة الى امكان حصول اطلاق "نيران صديقة" من دون ان تقدم اي تأكيد رسمي. وأفادت صحيفة "تايمز"، ان ثلاثة جرحى نقلوا الاحد الى بريطانيا بينما بقي آخر في قسم العناية الفائقة على متن السفينة - المستشفى "آرغوس" في الخليج. واكد الجرحى الثلاثة انهم رأوا بكل وضوح طائرة هجومية اميركية مضادة للدبابات من طراز "ايه-10" كانت مسؤولة عن اكبر حادث خلال حرب الخليج في 1991 اذ قتلت 9 جنود بريطانيين. وتساءل الكابورال ستيفن غيرارد الذي يعاني حروقاً ورضوضاً عدة "كيف لم يتمكن من رؤية العلم البريطاني؟ لا أعرف". وقال "كان هناك طفل في الثانية عشرة تقريبا. لم يكن يبعد اكثر من عشرين متراً عندما فتح الاميركي النار. وكان جميع الذين حولنا من المدنيين. الطيار لم يكن اي احترام للحياة البشرية. اعتقد بأنه راعي بقر".