عزيزي رئيس التحرير (طلبت القوات البريطانية في منطقة الخليج عن طريق الانترنت تزويدها باعلام بريطانية لتجنب النيران الصديقة التي تأتي عادة من جانب الحليف الامريكي). هذا ماكتبته صحيفة التايمز البريطانية والتي قالت ايضا: (لعل العلم البريطاني يقدم حماية افضل من الخوذ والدروع). اما مدير مصنع أعلام بجنوب ويلز فقد اضاف للمشهد مسحة كوميدية في حديثه عن الجنود البريطانيين عندما قال: (مجموعة منهم زارتنا قبل الحرب وبدوا خائفين من الامريكيين اكثر من خوفهم من العراقيين). النيران الصديقة ربما لم تبدأ بسقوط طائرة (تورنيدو) البريطانية بصاروخ باتريوت امريكي وبالتأكيد لن تنتهي بمقتل اربعة من المارينز في شمال العراق بصاروخ من طائرة (اف 15) امريكية. النيران الصديقة جعلت احد الجنود البريطانيين يفقد السيطرة على اعصابه ويقول منفلتا وهو يصف طيارا امريكيا قصف بالخطأ قافلة عربات بريطانية: (إنه راعي بقر ليس لديه احترام للحياة الانسانية). وقع الحادث جنوب البصرة كما يقولون ونفذته طائرة من طراز (ايه 10). في الناصرية جرح سبعة وثلاثون من عناصر المارينز وقيل نيران صديقة. سقطت حوامة أباتشي.. وسقطت مقاتلة من نوع (اف 18).. وسقطت مروحية (سوبر كوبرا) وقيل بنيران صديقة. أصيب جنود امريكيون في النجف وكربلاء وجنوببغداد وقيل ايضا بنيران صديقة. ولكن النيران الصديقة استفزت اكثر من متابع عربي طرح سؤاله بتوتر: هل يستكثرون علينا حتى اسقاط مروحية او جرح جندي مشاة؟ نعم لم يقبل الكثير من العرب تخريجة او حقيقة النيران الصديقة وخاصة بعد ان تكررت القصة. والسؤال: هل يمكن الا يقبل العرب (فزورة) النيران الصديقة اذا كانت الحرب كلها يمكن تسميتها (بالنيران الصديقة)؟.. فالقوات الغازية التي دخلت العراق لم تأت من المريخ فالجسور التي عبرتها هذه القوات هي جسور عربية كان يفترض ان تشكل العمق الاستراتيجي للعراق. بل ان الجبهة الجنوبية للعراق كانت اكثر خطورة من الجبهة الشمالية ولهذا فالعرب آخر من يشكك في رواية النيران الصديقة لان هذه الحرب في الاساس هي حرب عربية عربية و(نيران شقيقة) ولان العرب اشداء على بعضهم رحماء مع الاعداء. رفعت عبدالحق