"أصدقائي وأفراد عائلتي يمزحون دوما وهم يقولون: لا تهتم بالعراقيين، لأن عليك بمراقبة الامريكيين".روى احد الناجين من هجوم جوي ناجم عن طائرة امريكية ضد جنود بريطانيين واسفر عن قتيل واربعة جرحى قرب البصرة (جنوبالعراق)، لصحيفة التايمز وكيفية وقوع الحادث وصب جام غضبه على الطيار الامريكي الذي قاد طائرته "كراعي بقر" انطلق وكأنه متجه "لتفجير نفسه".واقرت وزارة الدفاع البريطانية بمقتل جندي بريطاني واصابة اربعة آخرين بجروح، مشيرة الى امكانية حصول اطلاق "نيران اخوية" من دون ان تقدم اي تأكيد رسمي.وبحسب صحيفة "التايمز" في عدد الاثنين، فان ثلاثة جرحى نقلوا الاحد الماضي الى بريطانيا بينما بقي اخر في قسم العناية الفائقة على متن السفينة المستشفى "آرغوس" في الخليج. واكد الجرحى الثلاثة انهم رأوا بكل وضوح طائرة هجومية امريكية من طراز "ايه-10" (مضادة للدبابات) كانت مسؤولة، كما قالت التايمز، عن اكبر حادث خلال حرب الخليج في عام 1991 عندما قتلت تسعة جنود بريطانيين. وكان الجندي في قافلة من خمس آليات، بينها مدرعات تابعة للكتيبة السادسة التي كانت تقوم بدورية على بعد 30 كلم شمال البصرة وفي وضعية واضحة تماما عندما تعرضت للهجوم مرتين من قبل طائرة من مقعدين من طراز "ايه-10 ثندربولت" امريكية. وتساءل الكابورال ستيفن غيرارد الذي يعاني حروقا ورضوضا عدة "كيف لم يتمكن من رؤية العلم (البريطاني)؟ لا اعرف". وقال: "كان هناك طفل في الثانية عشرة تقريبا. لم يكن يبعد اكثر من عشرين مترا عندما فتح الامريكي النار. وكان كل الذين حولنا من المدنيين. (الطيار) لم يكن اي احترام للحياة البشرية. اعتقد انه راعي بقر (...)". واضاف الجندي البريطاني ان اربع او خمس طائرات من طراز "ايه-10" كانت تحلق وهذه الطائرة اضطرت الى الابتعاد وكانت وحدها لحظة الهجوم. لقد انطلق في مهمة لتفجير نفسه. اما اللفتنانت ماكوين الذي اصيب بجروح هو اآخر فأبدى سروره بالعودة الى دياره وقال للصحيفة ان "النيران الصديقة" هي دائما هاجسه. واضاف: "ان اصدقائي وافراد عائلتي يمزحون دوما حول ذلك وهم يقولون: لا تهتم بالعراقيين، لان عليك بمراقبة الامريكيين .. و(ها هو) الدليل!".