اعتقلت السلطات الاسبانية بطلب من فرنسا، خمسة اشخاص هم اربعة اسبان بينهم شقيقتان وباكستاني للاشتباه في علاقتهم بتفجير الكنيس اليهودي في جربة تونس ربيع 2002. الى ذلك، اعلنت القوات الاميركية التي تتعقب زعيم "القاعدة" اسامة بن لادن في منطقة الحدود الافغانية - الباكستانية، انها اعتقلت سبعة رجال في ولاية هلمند المحاذية للحدود الباكستانية حيث سجل اشتباك يوم الخميس الماضي، تردد ان سبعة قتلوا على اثره، فيما اصيب اثنان من ابناء بن لادن. وفي الوقت نفسه، مددت محكمة في راولبندي احتجاز الباكستاني احمد قدوس الذي اعتقل مع خالد الشيخ محمد نهاية الاسبوع الماضي. اعلنت الشرطة الاسبانية امس، اعتقال خمسة اشخاص يشتبه في علاقتهم بالهجوم على الكنيس اليهودي في جربة في نيسان ابريل 2002. وجرت الاعتقالات في فالنسيا جنوب شرقي وفي لوغرونو شمال، بناء على انابة قضائية فرنسية. وقال وزير الداخلية الاسباني انخل اثيبيس ان المعتقلين وبينهم إمرأة وشقيقها متهمون بتقديم دعم لوجستي لتنظيم "القاعدة"، مشيراً الى ان عملية رصدهم واعتقالهم اكتسبت بعداً دولياً نظراً الى مشاركة اجهزة امنية عدة فيها، بينها البرتغالية والفرنسية والسويسرية والالمانية والاميركية. وتخلل العملية في فالنسيا ليل اول من امس، دهم وتفتيش شقة ومتجر في منتجع كوييرا السياحي. ولمح وزير الداخلية الى تورط المعتقلين في عمليات غسل اموال. كما جرى دهم متجر يملكه المعتقل الباكستاني رخسار احمد في لوغرونو لبيع مواد غذائية تتوافق وأحكام الشريعة الاسلامية. وقال مصدر قريب من التحقيق ان هذه الاعتقالات جاءت بناء على انابة قضائية اصدرها قاض فرنسي يجري تحقيقاً في العملية الانتحارية التي استهدفت كنيس جربة وأسفرت عن سقوط 21 قتيلاً 14 المانياً وفرنسيان وخمسة تونسيين. وفي فرنسا، وجه الاتهام الى ثلاثة رجال في اطار التحقيق في هذه العملية ومن بينهم خصوصاً وليد نوار شقيق الانتحاري الذي نفذ العملية. وقد اصدر القضاء الفرنسي انابته وطلب مساندة اسبانيا نتيجة للمعطيات التي حصل عليها اثر استجواب هؤلاء الرجال الثلاثة. وامر القاضي اسماعيل مورينوب تنفيذ عملية الدهم والتفتيش في اسبانيا. وفي اطار التحقيق نفسه، اصدر القضاء الفرنسي ثم التونسي هذا الاسبوع مذكرات توقيف دولية ضد خالد الشيخ محمد، الرجل الثالث في تنظيم "القاعدة" الذي اعتقل في باكستان، والذي افادت معلومات ان الانتحاري في هجوم جربة نزار نوار اتصل به بواسطة هاتف عبر الاقمار الاصطناعية قبل لحظات من تفجير شاحنته امام الكنيس اليهودي. اعتقالات في أفغانستان على صعيد آخر، أعلن الكولونيل روجر كينغ الناطق باسم القوات الاميركية في قاعدة بغرام شمال كابول امس، ان القوات الخاصة الاميركية اعتقلت سبعة اشخاص قرب منطقة سبين ماجد في ولاية هلمند جنوب غربي افغانستان، اي في منطقة قريبة من رباط التي تردد انها كانت مسرحاً لاشتباكات مع "القاعدة" في اطار مطاردة اسامة بن لادن. وأكد كينغ ان في حوزة الاميركيين معلومات تشير الى ان المعتقلين كانوا يخططون لهجمات على القوات الاميركية. لكنه قال ان قوات التحالف الدولية التي تقودها الولاياتالمتحدة، لم تقم بأي عملية في رباط الواقعة في ولاية نيمروز المجاورة، حيث قال مسؤول باكستاني ان اثنين من ابناء بن لادن أصيبا وأعتقلا يوم الخميس الماضي. ويشارك ضباط من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ومكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي في تعقب بن لادن وغيره من افراد "القاعدة" في الجانب الباكستاني من الحدود. واشارت مصادر محلية الى نشاطات كبيرة تجرى في مثلث رباط منذ يوم الخميس. وأعادت القوات الباكستانية الصحافيين الذين حاولوا الوصول الى المنطقة قادمين من كويته. وقال مسؤولون أميركيون الاسبوع الماضي انهم يعتقدون ان بن لادن موجود في المنطقة القبلية الوعرة بين باكستانوافغانستان. وبثت محطة "أي بي سي" التلفزيونية الاميركية ان سبعة عناصر من تنظيم "القاعدة" قتلوا في مواجهات مع فرق اميركية وباكستانية تقتفي اثر بن لادن. وقالت ان شخصين اعتقلا خلال تبادل لاطلاق النار في اقليم بلوشستان قرب الحدود الباكستانية - الايرانية، موضحة ان الامر لا يتعلق بأسامة بن لادن ولا بنجليه. ونقلت المحطة عن مصادر في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي أي قولها انها سترسل الى المنطقة طائرات من دون طيار من طراز "بريداتور" مجهزة بصواريخ من طراز "هيلفاير" مع اذن من البيت الابيض بفتح النار في حال اعتقدت انها حددت مكان وجود بن لادن. أحمد قدوس من جهة أخرى، مثل الباكستاني احمد قدوس الذي ألقي القبض عليه مع خالد الشيخ، امام محكمة مكافحة الارهاب التي امرت امس، بتجديد حبسه ثلاثة ايام اخرى. وألقي القبض على قدوس 41 عاماً قبل اسبوع وتقول السلطات انها اعتقلت خالد الشيخ في منزله في راولبندي. واتخذت احتياطات أمنية مشددة خلال مثول قدوس امام المحكمة، وقامت قوات خاصة من الشرطة بتأمين المنطقة. ورفضت المحكمة طلب النيابة تجديد حبسه لمدة خمسة ايام اخرى. وقال القاضي سفدار حسين لممثلي النيابة: "لم تحصلوا على اي معلومات ذات مغزى من المشتبه به خلال الايام الأربعة الماضية ما هي الضمانات التي تقدمونها للمحكمة في شأن امكان الحصول على المزيد خلال الايام الخمسة المقبلة". وقال محامي الدفاع سيد رفقت حسين شاه ان الشرطة تحدثت عن وجود أدلة قوية ضد قدوس الا انها لم تقدمها. وقال: "لم يستطيعوا اثبات علاقة قدوس بخالد الشيخ محمد او القاعدة. انها قضية ملفقة". وأصرت عائلة قدوس على انه الشخص الوحيد الذي ألقي القبض عليه خلال دهم منزله ووصفته بأنه بطيء الفهم، وأكدت ان لا علاقة له بأي جماعات متطرفة.