أفادت مصادر في إسلام آباد امس، ان خالد الشيخ محمد "العقل المدبر" لهجمات 11 أيلول سبتمبر 2001، محتجز في قاعدة شكلالا الجوية التي تستخدمها القوات الاميركية في باكستان حيث يخضع للاستجواب على أيدي محققين اميركيين يريدون منه معلومات في اسرع وقت عن اماكن وجود كبار قادة "القاعدة" وفي مقدمهم اسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري. راجع ص 10 في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر امس، ان اعتقال خالد الشيخ في باكستان يعتبر "ضربة للقاعدة وتطوراً كبيراً" في الحرب على الارهاب. وقال ان الرئيس الاميركي جورج بوش عبر للرئيس الباكستاني برويز مشرف عن "امتنانه" وارتياحه الشديدين، للمساعدة الباكستانية في عملية الاعتقال. وساد جدل أمس في شأن هوية العربي الذي اعتقل مع خالد الشيخ، اذ اعلنت مصادر باكستانية انه صومالي وليس مصرياً كما ذكر في السابق، فيما نقلت صحيفة "لوس انجليس تايمز" عن مسؤولين اميركيين، انه "رجل مهم" ولا يستبعد ان يكون "سيف العدل" المرافق الشخصي لبن لادن، الأمر الذي استبعدته مصادر اصولية في باكستان. وفي الوقت نفسه، افاد مسؤولون في الجيش الباكستاني ان الاستخبارات العسكرية اوقفت الضابط في سلاح الاشارة الميجر عادل قدوس. وهو عم الناشط في "القاعدة" احمد قدوس الذي اعتقل مع خالد الشيخ في راولبندي. وجرى اعتقال الضابط في منطقة كوهات شمال غربي البلاد المحاذية للحدود مع افغانستان، وذلك لمعرفة ما اذا كانت له علاقة ب"القاعدة". ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" ان اعتقال خالد الشيخ تم بناء لمعلومات جمعت خلال استجواب "منسق هجمات 11 ايلول" اليمني رمزي بن الشيبة الذي "قدم معلومات لا تصدق"، بحسب مصادر الصحيفة. وقال احد هذه المصادر ان "رمزي سمح بالوصول الى خالد الشيخ الذي سيسمح بدوره في ايصال الاميركيين الى اسامة بن لادن وأيمن الظواهري". وتكشفت تفاصيل عن عملية المطاردة التي سبقت اعتقال خالد الشيخ. وافادت مصادر عسكرية باكستانية ان العملية بدأت باعتقال مصري يدعى عبدالرحمن في مدينة كويتا قرب الحدود مع افغانستان في الرابع عشر من الشهر الماضي، وذلك نتيجة دهم منزل بعد معلومات عن وجود ناشطين في "القاعدة" داخله. وتبين لاحقاً ان خالد الشيخ كان في المنزل ونجح في الفرار، مما حدا بالأجهزة الاميركية الى مساعدة الباكستانيين في تعقب مكالمات هاتفية اجراها واعتراض رسائل الكترونية ارسلها الى قدوس الذي وضع هو ايضاً تحت الرقابة، الى أن تمكنت من تحديد مكان الاخير في منزل في راولبندي.