اعتقلت السلطات الأمنية الالمانية أمس في محيط مدينة دويسبورغ في غرب البلاد شخصاً لم تكشف عن هويته بعد الاشتباه بعلاقة له بالانفجار الذي وقع أمام الكنيس اليهودي "الغريبة" في جزيرة جربة التونسية، الخميس الماضي، وأدى الى مقتل 16 شخصاً وجرح 45 آخرين. واطلقته بعد التحقيق معه. وفي تونس أفيد امس ان الشاحنة التي استخدمت في الهجوم على كنيس "الغريبة" كانت تحمل صهريجاً مخصصاً لنقل الماء، وان الانتحاري ملأها بنزيناً واتجه بها الى الكنيس. وأوضحت ان الشاحنة كانت ملك مواطن يهودي من سكان جربة وباعها أخيراً الى شخص لم تحدد هويته. وأضافت ان البائع سجل العملية لدى الدوائر البلدية مدلياً بهويته فيما لم يستكمل المشتري الاجراءات ما جعل التعرف الى هويته الحقيقية صعباً. وتبيح اجراءات البيع والشراء في تونس توقيع الطرفين في وقت منفصل على العقود. ورجحت مصادر مطلعة ان يكون السائق الانتحاري اشترى البنزين من المحلات التي تبيع بنزيناً مهرباً من ليبيا والمنتشرة في كثير من المدن الجنوبية في تونس خوفاً من انكشاف أمره في حال شرائه من محطات البنزين الرسمية. واضافت انه استخدم مواد متفجرة أدت الى حدوث أربعة انفجارات متتالية في داخل الكنيس وخارجه تزامنت مع وجود قافلة من السياح الالمان كان يرافقها دليل تونسي يحمل الجنسية الفرنسية ما أدى الى وفاة عشرة سياح ألمان والدليل ومواطن فرنسي آخر اضافة الى أربعة تونسيين. وقالت مجلة "شتيرن" الالمانية في عددها الأخير ان الشخص المعتقل يعمل في اطار منظمة "القاعدة" الارهابية التابعة لاسامة بن لادن. والجديد في الأمر الآن ان السلطات التونسية نفسها باتت مقتنعة اليوم بحدوث اعتداء بعدما كانت تصر على اعتبار ما وقع مجرد حادث. وذكرت الناطقة باسم النيابة العامة الاتحادية فراوكه كاترين شويتن ان عناصر من المكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة اعتقلت مشتبهاً به صباح أول من امس الاثنين وان التحقيق معه بدأ امس الثلثاء. وقالت انه سبق الاعتقال دهم خمسة أمكنة في مدن مولهايم وهان ودويسبورغ الواقعة في ولاية شمال رينيانيا ووستفاليا. واضافت: "توجد معلومة تفيد بأنه قبل وقوع الاعتداء في جربة اجرى منفذه اتصالاً هاتفياً مع المانيا". واستناداً الى هذه الخلفية قرر المدعي العام الاتحادي كاي نيم وضع يده على القضية وملاحقة التحقيقات الجارية في شأنها. ونقلت "شتيرن" عن مصادر أمنية انه تم رصد مكالمة جرت قبل وقوع الاعتداء بقليل، مشيرة الى ان سائق الشاحنة أو مساعده اتصل ب"ضابط اتصال" في المانيا. واضافت ان الخبراء الأمنيين يعتقدون بأن الشخص المعتقل الآن يعمل لمصلحة منظمة "القاعدة" الارهابية. واهتم المسؤولون الالمان بشدة امس بما نشر عن رسالة من تنظيم قريب من "القاعدة" يعلن فيها مسؤوليته عن انفجار جربة، وان الاعتداء هو "جواب على الجرائم الاسرائيلية ضد ابناء الشعب الفلسطيني". وفي باريس، قال ناطق باسم الخارجية ان فرنسا طلبت من السلطات التونسية اشراكها في التحقيقات في الانفجار الذي وقع في جربة. واضاف ان باريس على اتصال وثيق مع السلطات الالمانية.