أفرج قاضي المحكمة الوطنية الاسبانية اسماعيل مورينو عن ثلاثة من المعتقلين الخمسة باكستاني واحد وأربعة اسبان المتهمين بإقامة علاقة مع تنظيم "القاعدة". وأحيل الاسباني انريكي ثيردا والباكستاني أحمد روخسار الى المحاكمة بعد الاشتباه بأنهما كانا يشرفان على حسابات شخص يرتبط بعلاقة مع المعتقل خالد الشيخ محمد الذي تعتبره اجهزة الاستخبارات الرجل الثالث في "القاعدة". وأفادت التحقيقات ان الشخص المعني يدعى عيسى اسماعيل محمد الملقب ب"عيسى كراتشي"، وهو مولود في كندا عام 1960 ويحمل جنسية باكستانية. وأصدرت المحكمة مذكرة توقيف دولية بحقه. وأفادت مصادر قضائية ان اسبانيا اكتشفت للمرة الاولى ان عيسى اسماعيل محمد هو "عضو بارز" في تنظيم "القاعدة". وأضافت انه عثر في حوزة وليد نوار شقيق الانتحاري الذي قام بعملية ضد الكنيس اليهودي في جربة تونس في 11 نيسان ابريل عام 2002 واعتقل في تشرين الثاني نوفمبر الماضي في مدينة ليون الفرنسية، على رسالة بعثها عيسى اسماعيل الى الانتحاري نزار نوار، يحضه فيها على طلب خمسة آلاف يورو من الاسباني ثيردا. وكانت الاموال التي اودعت في هذه الحسابات، تأتي من خارج اسبانيا، فيما كان "عيسى كراتشي" يبلغ ثيردا بطريقة توزيعها. وبلغت قيمتها احياناً حوالى 60 ألف يورو في السنة، يشتبه ان جزءاً منها استخدم في شراء الشاحنة التي استعملها اعضاء ما يسمى "جيش تحرير الاماكن المقدسة" في هجوم جربة. افراج... بعد معاناة اما رواية المعتقلين وأقاربهم وجيرانهم فهي مختلفة. فالمفرج عنها "دون قيد او شرط" دولوريس ثيردا، شقيقة انريكي، تعاني مرض فقدان الشهية الانوريكسيا وخرجت من المحكمة بعد انعاشها من الاغماء وهي تصرخ منتحبة: "دمّروا حياتي". واكد محامي المفرج عنه فرانثيسكو بالوب، ان موكله بقي حافي القدمين معظم الوقت خلال الايام الخمسة التي قضاها معزولاً في ثكنة الحرس المدني وانه نقل معصوب العينين من مدينته الى مدينة اليكانتي ثم الى مدريد. وأضاف ان موكله "كان يُقتاد معصوب العينين للادلاء بأقواله، كما اضطر للذهاب الى المرحاض حافي القدمين". وأضاف انه "كان يعلم بحدوث هذه الاوضاع في غوانتانامو، ولكن ليس في اسبانيا". ووصف المحامي تطبيق قوانين محاربة الارهاب التي تسمح بتمديد الاعتقالات مدة 72 ساعة قبل احالة المشتبه به الى العدالة ب"العمل الوحشي". وقال انه لا يفهم "لماذا يخضع المعتقلون للاهانة هذه؟ اللهم الا اذا كانت النية هي تحطيم معنوياتهم". وقال فيديريكو تاراثونا انه يجهل الى الآن اسباب اعتقاله. اما جيران المعتقلين الاسبان وعائلاتهم فيؤكدون انهم مسيحيون، وأحدهم عضو في اللجنة التنفيذية للحزب الشعبي الحاكم المسيحي النزعة، فيما الشركة المتهمة بعلاقتها ب"القاعدة" صدّرت الرخام الى الخليج والاردن وفنزويلا وفرنسا وبريطانيا وغيرها، وتعاني حالياً من ازمة مالية. ويسأل المتابعون لتطورات القضية: "هل ان من يبيع الرخام يسأل قبل ذلك هل سيستعمل في بناء البيوت او السجون، او ان "الظروف السياسية" تدعو الى استعمال موضوع الاعتقالات لتوريط من يرغبون بوضعه على لائحة الارهاب على الطريقة الاميركية؟ وكل ما صادره المحققون كان جهاز كومبيوتر واسطوانة موسيقى مدمجة، واعتقلوا زوج صاحبة الشركة التجارية وشقيقها الذي يملك سيارة عمرها 15 عاماً، ما جعل المراقبين يشككون في الرواية الرسمية ان هؤلاء يمولون "القاعدة" ويبيضون الاموال.