أقيمت في ورشة الزيتون الابداعية في القاهرة ندوة حول رواية "ريحانة" للشاعرة والفنانة التشكيلية الاماراتية ميسون صقر، أدارها الروائي المصري يوسف القعيد. ولاحظ القعيد في مستهل الندوة أن "ريحانة"، التي صدرت في بداية العام الحالي ضمن سلسلة "روايات الهلال" القاهرية، تشكل تحولاً في تجربة ميسون صقر الإبداعية، متسائلاً عما اذا كانت هذه الرواية هي سيرة ذاتية لكاتبتها؟، وهو السؤال الذي أجابت عليه ميسون صقر بقولها: "إنها كتبت "ريحانة" بهاجس السيرة الذاتية وإن كان معظم شخصياتها متخيلاً و"مصنوعا". والمداخلة الأولى خلال الندوة كانت للناقدة نيفين النصيري التي لاحظت أن بناء رواية "ريحانة" يتصف بالتشظي ما يجعلها نصاً مفتوحاً، إلا أنه يشبه على رغم ذلك الجذور المتشابكة في أعماق الأرض إلى درجة تجعل من الصعب اقتلاعها، أو تفكيكها أو حتى تنظيمها. تحدث بعد ذلك الشاعر شعبان يوسف، ملاحظاً أن "ريحانة" تكتسب أهميتها من زوايا عدة، تاريخية واجتماعية وسياسية، مشيراً إلى محاولة التوازن التي تحققها الرواية بين ثنائيات عدة منها على سبيل المثال، الدرامي والوثائقي وتوزع الشخصيات والأحداث بين مصر والامارات. وركز يوسف على تناول الرواية لفكرة العبودية في مختلف تجلياتها والمفارقة المتمثلة في تمرد العبدة ريحانة على واقعها الاجتماعي في مقابل شمسة، ابنة الحاكم المخلوع التي تثور على تقاليد العائلة من دون أن تملك الخروج عليها. ثم كانت مداخلة الناقد صالح سليمان الذي لاحظ ايضاً أن الرواية تنقسم الى فقرات وأقسام وأجزاء كثيرة تجعلنا نتعامل معها كوحدات منفصلة. واضاف: "نحن اعتدنا ان يكتب المصريون عن الخليج وتحولاته، وفي هذه الرواية تطالعنا عين خليجية - رغم اقامتها في القاهرة - لترصد لنا الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في منطقة الخليج". ورأى الكاتب والمترجم فخري لبيب ان الرواية "جريئة وفاضحة لأمور مسكوت عنها". أما ميسون صقر فقالت إنها كتبت هذه الرواية بهاجس السيرة الذاتية وإن كانت غالبية الشخصيات متخيلة. وأضافت أن الفرق بين الشعر والرواية يكمن في أن الشعر "هو إلهام"، والرواية هي "فنٌ أرضي ومخلوق" ،إلا أن الشخصيات التي في الرواية "حاولت التعالي على مبدعها وصانعها".