أطلق مجلس المطارنة الموارنة في لبنان أمس اشارة انفتاح على سورية، وعلى الرئيس بشار الأسد تحديداً، هي الأولى من نوعها منذ البيان الشهير للمجلس في 20 آب اغسطس عام 2000 الذي حمل سورية مسؤولية تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد. راجع ص7 ووصف المجلس في بيان، عقب اجتماعه أمس برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير، كلمة الرئيس السوري في مؤتمر القمة العربية في شرم الشيخ بأنها تدل الى حكمة وبعد نظر. ومما جاء في البيان: "ان المشهد العربي البعيد عن التضامن الأخوي الذي كان يجب ان يسود بين الدول العربية في القمة التي عقدتها منذ أيام في شرم الشيخ، يستدعي الأسف الكبير. وهذا يظهر ان من بين هذه الدول من تبدو كأنها لا تدرك انها اصبحت في قلب الخطر، على ما أعرب عنه سيادة الرئيس بشار الأسد في تلك القمة". ويأتي بيان المجلس الذي توقف منذ شهور عدة عن تناول موضوع الوجود السوري في بياناته الشهرية، وبعد حركة اتصالات هادئة على خط دمشق بكركي أسفرت تبادل الايجابيات بين العاصمة السورية والبطريرك صفير توجت أخيراً بالتقارب في شأن الأزمة العراقية وتحرك الكنيسة في لبنان ضد الحرب، واستجابتها دعوة البابا يوحنا بولس الثاني الى الصلاة من أجل السلام في العراق. ورأى المجلس في بيانه أمس "ان منطق العنف وشن الحرب على العراق، أياً تكن العواقب المرتقبة، وقبل استنفاد الوسائل السلمية، ومن دون الأخذ بتوصيات الأممالمتحدة، هو منطق يستدعي الأسف العميق". وفي موازاة موقف المطارنة الموارنة أمس، أطلق الرئيس اللبناني اميل لحود موقفاً لافتاً عندما أبلغ "اللقاء التشاوري النيابي" أمس ان "أبواب قصر بعبدا مفتوحة أمام جميع الراغبين في المساهمة في أي عمل وطني". وأعرب عن ارتياحه إلى "المواقف التي تصدر عن اطراف لبنانيين، سياسيين وروحيين وتتبنى الموقف الرسمي اللبناني الداعي الى اعتماد الخيارات السلمية وابعاد شبح الحرب عن العراق". وتلقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري موقف المطارنة الموارنة، ورأى ان "موقف بكركي ليس غريباً عن العناوين الواردة في البيان الذي كان منتظراً لأن البطريرك صفير استطاع ان يجسد بحق البعد العربي لحركة الكنيسة وعلى رأسها الفاتيكان في مواجهة الحرب". ورأت الأوساط السياسية اللبنانية في بيان مجلس المطارنة وكلام الرئيس لحود بداية مرحلة جديدة من العلاقات المسيحية السورية، والحياة السياسية الداخلية في لبنان. وقال نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي الذي كان ضمن وفد "اللقاء التشاوري" الذي زار لحود ان التوجه الحواري سينطلق انطلاقة لا بأس بها في الأيام المقبلة.