كشف مصدر ديبلوماسي غربي في بيروت ل"الحياة" ان الولاياتالمتحدة الأميركية كانت نصحت "لقاء قرنة شهوان" عندما التقاه مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد في زيارته الأخيرة بضرورة اعادة النظر في ترتيب أولوياته على الساحة اللبنانية، في إشارة مباشرة الى سحب موضوع الوجود السوري من التداول. وقال المصدر ان الموقف الأميركي أبلغ ايضاً بعض الجهات النافذة في بكركي وهذا ما يفسّر خلوّ البيان الأخير لمجلس المطارنة الموارنة من أي كلام عن الوجود السوري. مشيراً الى مبادرة "لقاء القرنة" الى نفي علاقته بقانون محاسبة سورية. وقال عضو بارز في "اللقاء التشاوري النيابي" ان الاجتماعات التي عقدها اللقاء مع البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير، سواء كانت افرادية أم جماعية، "إتّسمت بصراحة متناهية وركّزت على ان الحوار مع "لقاء القرنة" مؤجّل طالما أنه ماض في قراره تعليق الحوار مع رئيس الجمهورية اميل لحود". وأكد ان نواب "التشاوري" بحثوا مطوّلاً مع صفير، وفي العمق، موضوع العلاقات اللبنانية - السورية وسألوا "ما الفائدة من المطالبة بإنهاء دور الجيش السوري في لبنان، وهل لدى المطالبين بخروج القوات السورية أي تصوّر لما سيكون عليه الوضع في لبنان بعد أيام قليلة من انسحابها من لبنان؟". ولفت النائب الى ان البحث مع صفير تناول أيضاً بعض القضايا التي نوقشت بين الرئيس الفرنسي جاك شيراك وبين كبار المسؤولين اللبنانيين على هامش عقد القمة الفرنكوفونية وقد أكد لهم ولعدد آخر من السياسيين ان موضوع الوجود السوري في لبنان مرتبط بمصير العملية السلمية في الشرق الأوسط. ونقل عن شيراك ومسؤولين في السفارة الأميركية في بيروت أنهم نصحوا الجميع في الموالاة والمعارضة بأن لا مصلحة في استحضار مسألة الوجود السوري كبند أساسي على جدول أعمال القوى المحلية لهذه المرحلة، خصوصاً ان لدمشق دوراً في دعم الاستقرار، سيتعاظم لمنع تداعيات الحرب على العراق من تهديده في حال عم التطرف المنطقة. وأكد ان شيراك والمسؤولين الأميركيين أبدوا تفهّماً لعدد من ملاحظات صفير، لكنهم دعوا الى الحوار لقطع الطريق على من يحاول استغلال الخلل الحاصل لتغذية الفرز الطائفي. وكشف عن ان مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى وليم بيرنز كان نصح "من يعنيهم الأمر" في بيروت بوجوب الاستعاضة عن التراشق الاعلامي باستمرار الحوار على قاعدة الحفاظ على التوازن القائم لمنع المتطرّفين من الاساءة الى الديموقراطية التوافقية التي يحمي الصيغة الراهنة. واعتبر "ان لتبدّل الموقف الأميركي من مؤتمر باريس -2 لجهة دعمه، دلالة لا يجوز إغفال أبعادها وعلاقتها المباشرة بمرحلة ما بعد ضرب العراق.ونقل عن بيرنز قوله ان لا مصلحة لواشنطن في خلق حال من الفوضى واللاإستقرار جراء تفاقم الوضع الاقتصادي لأن البديل سيكون التطرّف.