ارتفعت حدة الجدل في اوساط حركة "فتح" مع اقتراب موعد الاعلان عن الشخصية الفلسطينية التي ستشغل منصب رئيس الوزراء المستحدث، الذي سيتم إقراره في المجلس التشريعي الفلسطيني الاثنين المقبل. وبالتزامن، سربت مصادر اعلامية اسرائيلية نبأ مفاده ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أبلغ ممثلي الاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة خلال لقائه بهم أول من امس انه يرغب في ترشيح رجل الاعمال المليونير الفلسطيني منيب المصري لهذا المنصب، فيما علمت "الحياة" ان اللجنة المركزية لحركة "فتح" اتخذت قراراً يقضي برفض أي مرشح من خارج اطار "البيت الفتحاوي" وان جدلاً قد نشب خلال الاجتماع بشأن صلاحيات رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد ومهماته. وأكد احد اعضاء المجلس المركزي الفلسطيني المقرر ان يجتمع يوم السبت المقبل لاقرار استحداث منصب رئيس الوزراء، ان الرئيس الفلسطيني لم يطرح مرشحه او مرشحيه لهذا المنصب، في حين قالت مصادر في االلجنة الحركية العليا ل"فتح" ان عدداً من الشخصيات الفلسطينية السياسية رشحت اسماءها لإشغال هذا المنصب، منهم وزير الاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه والامين العام للرئاسة الطيب عبد الرحيم ووزير التخطيط والتعاون الدولي نبيل شعث. وقالت مصادر "فتحاوية" ل "الحياة" ان الحركة لن تقبل برئيس وزراء فلسطيني ليس عضواً في لجنتها المركزية، ولا يزال امين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير محمود عباس ابو مازن المرشح الاقوى داخل صفوف الحركة. وكانت وسائل الاعلام الاسرائيلية اشارت امس الى ان مرشح عرفات الرئيس لهذا المنصب هو منيب المصري، عميد عائلة المصري العريقة في مدينة نابلس ورجل الاعمال المعروف الذي استثمر اموالاً طائلة في مشاريع في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد التوقيع على اتفاقات اوسلو. وعلمت "الحياة" ان المصري عاد من عمان امس للقاء الرئيس الفلسطيني عرفات ومناقشة الموضوع, فيما اشارت مصادر اخرى الى ان المصري الذي كان رفض في السابق تولي منصب وزير المال في السلطة الفلسطينية قد يوافق على تولي هذا المنصب اذا ما عرض عليه. ويحظى المصري بتأييد اطراف عدة من بينها الولاياتالمتحدة وله علاقات وطيدة جداً مع الرئيس الفلسطيني نفسه. وقالت مصادر اسرائيلية ان المصري اجرى اتصالات "وساطة" بين عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق بينامين نتانياهو قبل اتفاق "واي ريفر". ونقل عن عرفات قوله انه يريد رئيس وزراء فلسطينياً قوياً يتمكن من تحسين الاوضاع الاقتصادية الفلسطينية المتدهورة ويكون "رفيق حريري" فلسطينياً ينهض بالاقتصاد الفلسطيني. ويصطدم أي مرشح فلسطيني لهذا المنصب من خارج اللجنة المركزية لحركة "فتح" وهي اعلى مؤسسة تنظيمية في الحركة بمعارضة قوية تساندها غالبية ساحقة في السلطة الفلسطينية التي يسيطر عليها قياديو "فتح"، كبرى الفصائل الفلسطينية المنضوية تحت منظمة التحرير. وتجري مشاورات واجتماعات ماراتونية في المؤسسات الفلسطينية المختلفة على مدى الاسبوع الجاري لحسم مسألة تعيين رئيس الوزراء الجديد في ظل اجواء محمومة تنبعث منها رائحة الحرب القريبة على العراق وما تحمله من تداعيات بالنسبة الى القضية الفلسطينية برمتها.