المح رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري، الذي ترددت أنباء عن عزم الرئيس ياسر عرفات ترشيحه لمنصب رئيس الوزراء في السلطة، الى انه سيقبل المنصب في حال عرضه عليه، لكنه أكد ل(اليوم) ان مشاورات رسمية لم تجر معه بعد بهذا الخصوص. وقال المصري في اتصال هاتفي من رام الله الثلاثاء: ان القبول بهذا المنصب سيتطلب بحثا ومشاورات مع العائلةوالأصدقاء والحلفاء، ولكنه أردف مؤكدا انا احب وطني ومستعد لخدمته في أي موقع او مركز. واشار رجل الأعمال الفلسطيني الذي يتمتع بصلات قوية وممتدة مع الرئيس عرفات الى ان مشاورات رسمية لم تجر معه بخصوص عرض يتعلق بهذا المنصب. وقال في الواقع انا سمعت الخبر من وسائل الإعلام..لم تجر اتصالات رسمية معي بهذا الشأن. ويعتبر استحداث منصب رئيس لمجلس الوزراء حاسما في نظر الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة والأمم المتحدة وكذلك إسرائيل التي ترغب في ان يكون دور عرفات فخريا. واعتبر المصري قرار تعيين رئيس للوزراء في السلطة الفلسطينية خطوة ايجابية، لكنها تم تضخيمها. وقال: ان القرار اجراء لا بأس به، وخطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن تم تضخيمها، فهي لن تكون (العصا السحرية) التي ستحل كافة مشاكل الفلسطينيين. وكانت مصادر اعلامية اسرائيلية قد نقلت عن مسؤولين فلسطينيين قولهم ان الرئيس الفلسطيني يتجه لترشيح المصري في منصب رئيس الوزراء عندما يجتمع المجلس المركزي الفلسطيني السبت المقبل. لكن مصادر فلسطينية قالت: ان قيادات حركة فتح تصر على اختيار محمود عباس (ابو مازن) امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وعضو اللجنة المركزية للحركة لشغل المنصب. وكشفت مصادر فلسطينية عن خلافات عاصفة شهدتها الثلاثاء، اجتماعات اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بين اعضاء اللجنة والرئيس عرفات حول انتماء رئيس الوزراء القادم. وبحسب هذه المصادر، فقد اصر اعضاء اللجنة المركزية على ان يكون رئيس الوزراء من اعضائها، وبدوره تمسك عرفات بموقفه المطالب بان يكون من خارج اللجنة. وكان المصري قد رفض في وقت سابق فكرة تولي مثل هذا المنصب تحاشيا للصدام مع مراكز القوى في منظمة التحرير، بحسب ما اكد مقربون من رجل الاعمال الذي يتمتع بعضوية العديد من اللجان المنبثقة عن حركة فتح ومنظمة التحرير والمجلس التشريعي الفلسطيني. ويعد المصري، وهو من مدينة نابلس، ومتزوج من امريكية، من كبار الاثرياء الفلسطينيين، كما انه يتمتع بعلاقات قوية مع الولاياتالمتحدة وبعض الاوساط الاسرائيلية. وسبق للمصري ان لعب دور الوساطة بين عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو في اواسط التسعينيات. كما لعب دورا حيويا خلال احداث ايلول في الاردن مطلع السبعينيات من القرن الماضي، حيث قام بمهمة الوسيط بين الحكومة الاردنية والمقاومة الفلسطينية وتمتد العلاقة بين عرفات والمصري الى عام 1963. وطالما اعتبر الرئيس الفلسطيني رجل الاعمال الثري صمام امان في الازمات التي كانت كثيرة التكرار بين منظمة التحرير وبعض العواصم العربية. ويرأس المصري حاليا مجلس ادارة شركة استثمارات مالية ضخمة هي (باديكو)، ويمتلك العديد من الاستثمارات في دول عربية، بالاضافة الى الضفة الغربية وقطاع غزة. وتشمل استثماراته في فلسطين خارج نطاق (باديكو) شركات للتمويل والاستشارات والصناعات الالكترونية، عدا استثماراته في المجالات السياحية، والتي يبرز من ضمنها فندق (انتركونتيننتال بيت لحم). وتشير ارقام غير مؤكدة الى ان حجم استثمارات المصري في الاراضي الفلسطينية يناهز النصف مليار دولار. وبسبب قوته الاقتصادية يعد المصري رجلا ترغب السلطة الفلسطينية في التقرب اليه. وهو يحتفظ، ضمن امور اخرى، بمنازل فاخرة في البلدة القديمة من القدس وفي رام الله وبقصر فاخر يبنيه في نابلس ويطلق عليه (بيت فلسطين). ويخطط المصري لجعل هذا القصر، وان كان لا يخفي امتعاضه من اطلاق اسم قصر عليه، الى ما يشبه اكاديمية ستتخصص في تقديم الدراسات والاستشارات في المجالات الاقتصادية والمالية. ويقع القصر الذي توشك اعمال بنائه على الانتهاء، في منطقة مشرفة على جبل عيبال (الطور)، وتحاذيه نقطة عسكرية اسرائيلية.