عاود رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون التشديد على أن الأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي تعيشها الدولة العبرية منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية قبل 29 شهراً ستكون في رأس سلم أولويات حكومته الجديدة التي عقدت اجتماعها الأول أمس. وقال شارون إن الحكومة ستعمل من أجل توفير الأمن للإسرائيليين وعلى اطلاق "عملية تفاوض سريعة" مع الفلسطينيين واستقدام المزيد من اليهود إلى إسرائيل وايلاء الاهتمام الخاص لاستيعابهم، لكنه لم يخض في تفاصيل وسبل تحقيق "هذه الأهداف الأربعة" التي وضعها لحكومته. وتطرق وزير الدفاع شاؤول موفاز إلى احتمال تعيين رئيس جديد للحكومة الفلسطينية، وقال إن الانطباع الحاصل لدى إسرائيل ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يسعى لتعيين من وصفه ب"رئيس وزراء ضعيف من دون صلاحيات تنفيذية حقيقية". وقالت إذاعة الجيش إن موفاز أبلغ زملاءه ان إسرائيل تتابع بقلق تعاظم قوة "حركة المقاومة الإسلامية" حماس في أوساط الفلسطينيين وسعيها لتشكّل بديلاً من السلطة الفلسطينية. وعلى رغم الأجواء الاحتفالية التي عمت الجلسة، طفت على السطح خلافات بين حزب المتدينين مفدال والحزب العلماني "شينوي" الشريكين في الائتلاف الحكومي، بعدما أعلن قادة الأول رفضهم حل وزارة الأديان خلال عام كما تنص الاتفاقات الائتلافية وتنفيذاً لرغبة "شينوي". من جهته، أعلن حزب "الاتحاد القومي" المتطرف في رسالة وجهها إلى شارون رفضه ثلاثة بنود وردت في الخطوط العريضة للحكومة الجديدة التي يشارك فيها، أولها عدم التزامه "خطاب هرتسليا" الذي أعلن فيه شارون استعداده لاطلاق عملية سلمية تنتهي إلى دويلة فلسطينية حدد مقاساتها بنفسه، والثاني عدم التزام الحزب عدم إقامة مستوطنات جديدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، والثالث رفضه موقف حزب "شينوي" من مسألة "الزواج المدني". إلى ذلك، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين أنهم يتابعون بقلق تسلم زعيم حزب المستوطنين مفدال ايفي ايتام وزارة البناء والاسكان المخولة البناء في المستوطنات في الأراضي المحتلة عام 1967. وقالت إن الوزير الجديد لن يلتزم قرار الحكومة عدم بناء مستوطنات جديدة، لافتاً إلى أن ما جاء في الاتفاقات الائتلافية حول هذه المسألة من أن الحكومة "ستوفر الحلول لاحتياجات المستوطنات وتطورها" لا يعني التجاوب مع احتياجات "التكاثر الطبيعي" فحسب، إنما يسمح أيضاً بتوسيعها. واستبعدت الإذاعة أن ينتهج ايتام سياسة سلفه ناتان شارانسكي الذي أبلغها أنه دأب على اطلاع السفير الأميركي في تل أبيب على مخططات البناء في المستوطنات قبل إعلان مناقصات حولها! وقال رئيس مجلس المستوطنات بنتسي ليبرمان للإذاعة ذاتها إن حركة توسيع البناء في المستوطنات ستستمر بغض النظر عن هوية الجالس على كرسي وزارة الاسكان وأن اسلاف ايتام، وبضمنهم وزيرا الاسكان في حكومتي اسحاق رابين وايهود باراك، لم يبخلوا في تقديم ما يلزم للمستوطنات "فكبرت سنوياً بنسبة 14-16 في المئة، وارتفع عدد المستوطنين 130 ألفاً قبل عشرة أعوام إلى 240 ألفاً حالياً". وزاد ان أحياء جديدة تبنى حالياً في معظم المستوطنات للتجاوب مع "التكاثر الطبيعي" ووصول عائلات جديدة من داخل إسرائيل. وختم متوقعاً أن يسير ايتام على درب من سبقه!