تظاهر آلاف العرب في اسرائيل امس، ضد "العدوان على العراق" ورددوا أن "الشعب العراقي سيتغلب على المحتلين". ورصد في لبنان تزايد في اعداد المشاركين في التظاهرات اليومية احتجاجا على الغزو الأميركي - البريطاني للعراق مع تزايد المذابح والاعتداءات ووقوع مزيد من الضحايا المدنيين. وطالبت رابطة العالم الاسلامي أمس، ب"بذل مزيد من الجهود الدولية المطلوبة لوقف المجازر اليومية ضد الشعب العراقي". وشهدت صنعاء مسيرة نسائية للاحتجاج على الغزو. وبدأ عشرات الآلاف من الاوروبيين المعارضين للحرب على العراق، التظاهر أمس، وكان أولهم في اثينا، وسط توقعات بأن تعم التظاهرات المدن الرئيسية في القارة الأوروبية، في اطار يوم جديد من التظاهر سيتواصل اليوم. وينتظر حصول تعبئة كبرى في بريطانيا واسبانيا، حيث يوجه المتظاهرون انتقادات حادة الى حكومتي لندن ومدريد، بسبب وقوفهما الى جانب الولاياتالمتحدة في الحرب. وسمحت الصين بأول تظاهرة ضد الحرب على العراق تنظم في العاصمة، وبأخرى في جامعة بكين، فيما تواصلت في الولاياتالمتحدة الاحتجاجات والاعتقالات، وآخرها 70 شخصاً في سان فرانسيسكو تجمعوا أمام مبنى اتحادي. تجمع آلاف العرب في اسرائيل في مدينة الناصرة أمس، للاحتجاج على العدوان على العراق، بدعوة من حزب حداش الشيوعي العربي - الاسرائيلي، مرددين شعارات مناهضة للولايات المتحدة وحلفائها. وهتفوا "اوقفوا الحرب" و"الشعب العراقي سيتغلب على المحتلين" و"عيب على القادة العرب المتواطئين في العدوان على العراق" و"لتسقط امبريالية المجموعات النفطية". وانضم عدد كبير آخر من العرب في اسرائيل الذين وصلوا في حافلات من قرى مجاورة للناصرة، الى المتظاهرين عصر أمس. وتظاهر مئات من الفلسطينيين أمس، تضامناً مع الشعب العراقي واستنكروا العدوان الاميركي - البريطاني - الاسرائيلي على الشعبين العراقي والفلسطيني. وجاءت التظاهرة التي شارك فيها مئات تلبية لدعوة من النقابات المهنية والمؤسسات الوطنية الفلسطينية وانطلقت من امام مقر الاممالمتحدة في غزة وسارت الى خيمة الاعتصام في ساحة الجندي المجهول للتضامن مع الشعب العراقي. وهتف المتظاهرون في سخط وغضب على العدوان ورددوا هتافات منها "بوش بوش يا خنزير شعب البصرة ما بيلين" و"كوفي أنان انت الخاين مش امين". ويشهد قطاع غزة تظاهرات يومياً من كافة الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية منذ بدء الغزو الاميركي - البريطاني للعراق. لبنان: تزايد أعداد المتظاهرين وفي لبنان، تزايد عدد المتظاهرين المشاركين في المسيرات اليومية، احتجاجاً على العدوان وزادت صور الضحايا المدنيين والمذابح مشاعر الغضب على المعتدين والتعاطف مع الشعب العراقي. وشهد لبنان أمس عددا من التظاهرات شارك في أكبرها أكثر من مئة ألف متظاهر، انطلقوا من ساحة البربير الى مبنى الأممالمتحدة. ورفع المتظاهرون صوراً للرئيس المصري السابق جمال عبدالناصر والرؤساء بشار الأسد واميل لحود وصدام حسين وياسر عرفات والزعيم الليبي معمر القذافي، اضافة الى الفلاح العراقي علي منقاش مع مروحية الأباتشي التي اسقطها ببندقيته القديمة. وكذلك رفعوا أعلاماً ورايات ولافتات منها "الحرية لفلسطين والسلام للعراق والمجد للمقاومة" و"كما هزم العدوان الثلاثي في مصر عام 1956، وكما هزم الغزو الصهيوني للبنان عام 1982، سيهزم العدوان الجديد على العراق عام 2003" و"تهديد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد لسورية لن يغطي فشل جيوش العدوان". وحمل متظاهرون نعشاً لف بالأبيض وخط عليه "الحكام العرب المتخاذلون نعوشكم بيضاء وقبوركم سوداء". وفي مخيم عين الحلوة، انطلق نحو ألف طفل في مسيرة، تضامناً مع رفاقهم اطفال العراق وفلسطين. ورفعوا لافتات منها "من حق اطفال العراق وفلسطين ان يعيشوا في سلام" و"بوش وبلير قتلة الأطفال". صور تتظاهر "ضد الغزاة" وتظاهر نحو ستة آلاف شخص في مدينة صور 80 كيلومترا جنوب بيروت تعبيرا عن دعمهم "مقاومة العراقيين ضد الغزاة الاميركيين"، كما افاد مراسل وكالة "فرانس برس". وحمل اربعة متظاهرين نعشا لف بوشاح اسود وكتب عليه "الجامعة العربية، الاممالمتحدة". ورفع متظاهرون آخرون اعلاماً عراقية ولبنانية وفلسطينية ولافتات كتب على بعضها "بوش " بلير = شارون". وتقدم المسيرة رجال دين مسلمون ومسيحيون اضافة الى انصار حركات لبنانية ومنظمات فلسطينية. وازدادت الحركة المناهضة للأميركيين والبريطانيين في الشارع اللبناني منذ اندلاع الحرب على العراق وباتت يومية. تظاهرة نسائية في صنعاء وتظاهرت أمس، مئات النساء اليمنيات في صنعاء لاستنكار غزو العراق. ورددت المتظاهرات هتافات تطالب بوقف الحرب على العراق والحد من الانتهاكات الاميركية ضد الشعب العراقي "التي لا تراعي حرمة الشيوخ والاطفال والنساء". ونظمت المظاهرة أحزاب المعارضة اليمنية بالتعاون مع الاتحاد النسائي الاسلامي العالمي. وتقدمت المسيرة نحو 20 امرأة أبدين استعدادهن للذهاب الى العراق للانضمام الى نساء العراق في التصدي للعدوان. وطالبت التظاهرة ب"وقف العدوان والانسحاب الفوري للقوات الغازية من أرض العراق". وكان عشرات من الصحافيين اليمنيين نفذوا امس اعتصاما في مبنى نقابتهم في صنعاء احتجاجاً على العدوان. ودعا نقيب الصحافيين اليمنيين نائب رئيس اتحاد الصحافيين العرب محجوب علي الاعلام العربي الى "أن يكون على مستوى التحدي الراهن وان ينقل حقيقة ما يجري من عدوان على العراق الى الرأي العام". وتنظم نقابة المحامين اليمنيين غداً اعتصاماً مماثلاً. رابطة العالم الإسلامي تطالب ب"وقف المجازر" وأعربت رابطة العالم الإسلامي في مكةالمكرمة، عن "القلق والألم البالغ لتطورات الحرب في العراق التي احدثت مجازر دموية في عدد من المدن والقرى العراقية التي تم قصف احيائها السكنية ومنشآتها المدنية". وطالبت الرابطة الأممالمتحدة بضرورة "بذل مزيد من الجهود الدولية المطلوبة لوقف المجازر الدموية التي أحدثتها الحرب في العراق"، ودعت المنظمة الدولية إلى السعي لإيجاد حل سلمي يكون بديلاً عن الحرب التي لا تخلف إلا الدمار وإراقة الدماء. وطالب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله التركي في برقية بعث بها الى الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان: ب"وقف الحرب فوراً والعودة إلى الحلول السلمية". محامون سعوديون يستغربون مطالبة اميركا بالتزام اتفاق جنيف إلى ذلك، استغرب عدد من المحامين السعوديين تحدثوا إلى "الحياة"، مطالبة الإدارة الأميركية العراق بتطبيق اتفاق جنيف على اسراهم الذين وقعوا في قبضة القوات العراقية ودعوتهم إلى معاملتهم انسانياً. وقال المحامي السعودي عبدالعزيز القاسم ل"الحياة": "يجب ان يتذكر الرئيس الاميركي معاملة إدارته وقواته للأسرى المعتقلين في غوانتانامو وحرمانه لهم من أبسط الحقوق الإنسانية"، موضحاً ان المادة 13، تنص على ان يعامل اسرى الحرب دون تمييز على أساس اللون أو الجنسية أو العقيدة، وان يمنحوا الحماية ضد أعمال العنف متسائلاً لماذا لايتم تطبيق هذة المادة على الأسرى المعتقلين في غوانتانامو؟ وتتم محاكمتهم". وأكد نائب رئيس الاتحاد الدولي للمحاماة المحامي السعودي، ماجد القاروب، ان "مبدأ المعاملة بالمثل مبدأ دولي متعارف عليه"، مشيراً الى أنه لو تم رفع دعوى أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد الولاياتالمتحدة الأميركية من دون أن تتدخل قوى سياسية "فسيكون الحكم قاسياً على اميركا بسبب خرقها القوانين الدولية والمعاملة غير الانسانية لأسرى غوانتانامو". واضاف:"اعتقد ان الحد الأدنى للعراقيين هو معاملة الأسرى الاميركيين مثل معاملة الاميركيين للأسرى في غوانتانامو، داعيا إلى الأخذ في الاعتبار "اختلاف الوضع والمسببات باعتبار أن العراقيين يدافعون عن وطنهم، والاميركيين والبريطانيين غزاة على تلك الأراضي وليس لهم أي شرعية دولية".