على رغم ما يحدث في منطقة الشرق الاوسط من احداث وأزمات فإن الكثير من المجلات لا تزال مشغولة بقضايا اخرى، منها ظاهرة "تسلل" الجمال اللبناني الى الشاشة المصرية، وحلول الفنانات اللبنانيات "بائعات الأنوثة" بحسب تسمية روز اليوسف محل الممثلات المصريات اللواتي قل عددهن او اللواتي اتجهن الى الاعتزال والتحجب او رفضن القيام بأدوار معينة. ومن أسماء الفنانات اللبنانيات التي قيل انها مطروحة في شكل او بآخر للقيام بأدوار في الافلام المصرية نيكول سابا، نانسي عجرم، هيفاء وهبي، مايا نصري، باسكال مشعلاني، نيللي مقدسي وكاتيا حرب وهذا كله من باب الاحتمالات. وتبدو نانسي عجرم الأكثر حضوراً في الفترة الاخيرة "مكسرة الدنيا بمصر" بحسب قول احدهم، بل ان البعض اعتبر انها قد تصبح خليفة سعاد حسني او هند رستم وحتى بريجيت باردو وهلم جرا. وأسباب الحماسة للجمال اللبناني كثيرة، فمن ناحية تتوافر شروط الجمال ومن ناحية اخرى فإن ثقافة "الفيديو كليب" جعلت الجمال بالاسلوب اللبناني معتاداً وسائداً ومقبولاً. اما السبب الثالث فهو ان "البطلات" اللبنانيات لن تكون لديهن اي اشتراطات خاصة حول طبيعة الادوار والمشاهد كالتي اصبحت تضعها النجمات بل الوجوه الجديدة في مصر. واذا كانت احدى المجلات تصف الفنانات اللبنانيات بأنهن "بائعات أنوثة"، فالمصريون دأبوا على التغني والقول ان "لبنان جميلة قوي" او بمعنى آخر هم يتلفظون اسم لبنان مؤنثاً وكأنه في نظرهم بلدة اكثر مما هو بلد... ولعل الامر كله بحسب احد النقاد السينمائيين، ليس سوى طريقة معتادة في لفظ الاسماء، لم تتوان عن الانتشار على نطاق واسع مع تكريس كتّاب السينما المصرية لها في حوارات وسيناريوات تراءى "لبنان الأخضر" من خلالها ارق حالاً من القبول بذكورة اسمه، من خلال اماكنه السياحية وغاباته وثلوجه. الأمر الآخر الذي ربما جعل اهل مصر يؤنثون اسم لبنان هو بعض الممثلات اللبنانيات اللواتي ارتضين القيام بأدوار اغراء تتمنع نجمات الشاشة المصرية عن القبول بها. وأصبح ظهور اسماء ليز سركيسيان وناديا ارسلان ونبيله كرم على ملصقات الافلام اشبه بكلمة الجواز للدخول في سر الفيلم الذي يتخلله الاغراء. ولا ضير في القول ان اول دور نسائي لبناني في السينما المصرية كان للرائدة آسيا داغر، التي بدأت كممثلة مرموقة واعتمدت على المخرج اللبناني الاصل هنري بركات والمخرج المصري احمد جلال، ثم اتت ابنة اختها ماري كويني، وبعد ذلك اتت فتاة شابة تطلب الشهرة جانيت فغالي صباح. لكن الممثلة ليز سركيسيان هي من اكثر الممثلات اللبنانيات اللواتي اشتهرن في مصر، وبخاصة كونها تمتلك الملامح الشقراء، وتمارس الاغراء على الوجه اللازم. ونجحت في مشوارها الفني حين اخفقت الاخريات. وعلى غرار فنانين كثر، تخلت ليز عن اسمها الاصلي واختارت او اختير لها اللقب الفني "ايمان". ومن المعلوم في تاريخ الالقاب الفنية العربية ان تغييب اسم عائلة الممثلة يمكن ان يرتبط بالرقص الشرقي او الاغراء، وقد لا تكون هذه حال ليز.