قبل ساعات من تولي وزراء حكومة آرييل شارون مهامهم، داهم الجيش الاسرائيلي مخيم خان يونس للاجئين ومدينة رفح الحدودية في قطاع غزة حيث قتل ثلاثة فلسطينيين بينهم طفل، ودمر عددا كبيرا من المنازل وشرد العشرات من العائلات الفلسطينية. جاء ذلك في وقت افادت الاذاعة الاسرائيلية ان اجهزة الامن كشفت خلية ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس خططت لاستهداف موكب شارون الرسمي بالمتفجرات في 26 كانون الثاني يناير الماضي. وكانت القوات الاسرائيلية اجتاحت مخيم خان يونس تحت غطاء من مروحيات "أباتشي" الاميركية الصنع، في عملية دامت سبع ساعات لم تتوان خلالها قوات الاحتلال عن انتهاك المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الانسان، اذ منعت سيارات الاسعاف من الوصول الى جريح فلسطيني ظل ينزف حتى لاقى حتفه، كما استخدمت دروعا بشرية في اقتحام منازل في المنطقة قبل ان تزرع منزلا مكونا من سبع طبقات بالمتفجرات وتنسفه، ما اسفر عن تشريد 54 فردا كانوا يقطنون المنزل، اضافة الى تدمير 15 منزلا مجاورا بشكل كلي، و30 منزلا آخر بشكل جزئي وتشريد عشرات الاشخاص الذين باتوا من دون مأوى في ظل احوال جوية قاسية تجتاح المنطقة. راجع ص 5 وطاول العدوان الاسرائيلي ايضا مسجد الامام الشافعي المجاور الذي لحقت به اضرار جسيمة، وكذلك الحال بمستشفى ناصر الذي هدمت الجرافات اجزاء من سوره ومن سور مدرسة الحوارني الاعدادية التابعة للامم المتحدة. اما في مدينة رفح، فهدم الجيش خمسة منازل، في حين شن حملة اعتقالات في منطقتي الخليل وبيت لحم في الضفة الغربية. ووقع الاجتياح قبل ساعات من تولي وزراء حكومة شارون الجديدة مهامهم بعدما ادوا اليمين الدستورية الاسبوع الماضي. وخلال مراسم التسلم والتسليم، تبنى وزير الخارجية الجديد سلفان شالوم سياسة شارون الخارجية عندما اعلن ان اسرائيل ملتزمة عملية السلام شرط وقف "الارهاب" وتنفيذ الاصلاحات في السلطة الفلسطينية. واضاف ان وزارته ستركز سياستها الخارجية على ثلاثة مستويات، هي العلاقات مع اميركا والعرب واوروبا. اما بنيامين نتانياهو الذي تولى منصب وزير المال بدلا من شالوم، فأعلن خطة طوارئ اقتصادية، عمادها الاستفادة من علاقاته الحميمة مع الادارة الاميركية والكونغرس من اجل اقناع واشنطن بضرورة اقرار معونات تقدر ب12 بليون دولار، هذا اضافة الى اقتطاعات في الموازنة العامة وخفض الضرائب وخصخصة شركات عامة، بما يعنيه ذلك من فصل عشرات العمال والموظفين. من جانبه، دعا وزير الدفاع شاؤول موفاز الى تسريع العمل على خلق "تواصل استيطاني" بين القدس ومستوطنة "معاليه ادوميم" على نحو "يضمن تطور القدس".