عزا الإصلاحيون الهزيمة الانتخابية الكبيرة التي منيوا بها في بلديات طهران وبعض المدن الكبرى، الى ضعف المشاركة الشعبية في الاقتراع. وقال رئيس لائحة حزب جبهة المشاركة الإصلاحي مصطفى تاج زاده إلى "الحياة" ان السبب الرئيس للهزيمة يعود الى امتناع حوالى 87 في المئة من الناخبين في طهران وبعض المدن كأصفهان، عن المشاركة. وأضاف: "طالما توقعنا انه عندما تنخفض نسبة المقترعين، فإن ذلك يصب في مصلحة التيار المحافظ الذي يتمتع بنسبة تمثيل ثابتة تصل الى حدود 15 في المئة من اصوات الناخبين". وحصد المحافظون 14 مقعداً من اصل 15 في مجلس بلدية العاصمة، ما يعني انتزاعهم رئاسة البلدية من الإصلاحيين. كما فازوا بصورة قاطعة في بلديات مشهد شرق وأصفهان وسط وشيراز جنوب وقم جنوبطهران. وشكل هذا الفوز انذاراً مهماً للإصلاحيين على ابواب الانتخابات البرلمانية العام المقبل والانتخابات الرئاسية بعد عامين. وخاض الإصلاحيون انتخابات طهران بلوائح مختلفة ادت الى تشتت اصوات الناخبين، في مواجهة حشد المحافظين اصواتهم خلف قائمة واحدة ترأسها مهدي شمران شقيق وزير الدفاع الإيراني السابق مصطفى شمران. وعزا شمران في تصريح الى "الحياة" السبب الرئيس لفوز لائحته الى ابتعادها عن الخوض في النزاعات السياسية، وتأكيدها على الكفاية والاختصاص لمرشحيها. وأضاف ان بلدية العاصمة "ليست مركزاً لاتخاذ القرار السياسي، وينبغي إبعادها عن التحزب والفئوية". وأكد شمران ان لائحته "مستقلة ولا تتبع اي فريق سياسي، وتسير فقط على نهج ولاية الفقيه". ووضعت نتائج الانتخابات الطرفين الإصلاحي والمحافظ امام استحقاق كبير يتمثل في معالجة الأسباب التي حالت دون المشاركة الشعبية المكثفة في طهران وبعض المدن، على رغم ان نسبة المشاركة في مدن اخرى فاقت الثمانين في المئة. وعزا المراقبون لا مبالاة الناخبين الى وصول التجاذبات بين المحافظين والإصلاحيين الى طريق مسدود، وعدم استطاعة التيار الإصلاحي الإيفاء بوعوده بسبب تلك التجاذبات. وليس امام التيار الإصلاحي سوى اعادة ترتيب البيت الداخلي وشحذ الهمم، للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وإلا فإن مصادر اصلاحية بارزة تتوقع تكرار فوز المحافظين في البرلمان اذا بقي الأمر على حاله وتدنت نسبة المشاركة الشعبية.