طهران - أ ف ب، رويترز - اكدت النتائج الرسمية الاولى للانتخابات التشريعية في الاقاليم، التي كانت حتى الآن حكراً على المحافظين وحدهم تقريباً، الاختراق الكبير الذي حققه اليسار الاصلاحي في ايران غداة الجولة الاولى لهذه الانتخابات التي أجريت أول من امس. وافادت تقديرات وردت من مصادر رسمية ان مرشحي اليسار الاصلاحي يتقدمون بوضوح في ثلاث مدن ايرانية مهمة هي اصفهان وسط ومشهد شرق وتبريز غرب. وفيما بلغت نسبة المشاركة 80 في المئة تأكد فوز الاصلاحيين ب57 مقعداً من أصل 95. واظهرت بالفعل كل التقديرات مدى التقدم الكبير الذي حققه الاصلاحيون في طهران، المركز السياسي للبلاد، والذي وصفه قادة هذا التيار، الذي فاز زعيمه محمد رضا خاتمي من الجولة الاولى، بأنه "انتصار كاسح". وفي أصفهان، حصلت "جبهة المشاركة" والمتحالفون معها على المقاعد الخمسة الخاصة بالمدينة التي كان اليمين يملك مقعدين فيها في المجلس السابق. وفي مشهد، حصن المحافظين، سيفوز اليسار الاصلاحي بأربعة مقاعد تاركاً مقعدا واحدا فقط لليمين. وفي تبريز، فاز الاصلاحيون بالمقاعد الخمسة في المدينة. وفي المقابل اقر اليمين وحلفاؤه المعتدلون بتراجع شعبيتهم في هذه الانتخابات التي أجريت من دون اي حوادث تذكر وهو ما اشادت به كل القوى السياسية واعتبرته وزارة الداخلية "اختباراً للديموقراطية والحرية" في ايران. وساعد الاقبال الكبير على المشاركة في الانتخابات، الذي بلغت نسبته 80 في المئة استناداً الى وزارة الداخلية، اليسار في تسجيل هذا التقدم وهو الذي ترتكز قاعدته الشعبية اساساً على الشبان والنساء. ويتوقع ان تتيح الجولة الثانية، التي لن تجرى قبل شهرين، للرئيس خاتمي الحصول على غالبية مريحة في البرلمان المقبل تمكنه من انجاز اصلاحاته في مجال الانفتاح السياسي وتخفيف القيود الاجتماعية. 57 مقعداً للاصلاحيين واستناداً الى النتائج الاولية التي اذيعت أمس فازت "جبهة المشاركة"، اكبر تنظيمات اليسار الاصلاحي، ب 57 مقعدا من اصل 95 من الدورة الاولى، 32 منها في دوائر ريفية من أصل 53 مقعداً كانت تعتبر حتى الان حكرا على المحافظين والمستقلين. وأكدت صحيفة "كيهان" المسائية، نقلاً عن وزارة الداخلية، فوز اليسار الاصلاحي ب57 مقعداً من اصل 95 من الدورة الاولى. وتشمل هذه النتائج الاقاليم بشكل خاص وبعض مناطق محافظة طهران لكن ليس في العاصمة نفسها حيث تشير كل الدلائل الى ان اليسار بزعامة محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس الايراني حقق فوزاً كبيراً. وفي سنانداج غرب. كبرى مدن كردستان انتخب بهاء الدين ادب النائب المنتهية ولايته عن المحافظين وكذلك عضو من "جبهة المشاركة". وفي بوروجيرد غرب - وسط فان النائب الاول الذي تم انتخابه هو المحافظ علاء الدين بوروجيردي النائب السابق لوزير الخارجية، لكن المفاجأة كانت بانتخاب عبد الحمد نظام-اسلامي من "جبهة المشاركة". وفي داماواند وسط المعقل التقليدي للمحافظين فاز مصطفى خنزادي من "جبهة المشاركة" على النائب المحافظ المنتهية ولايته احمد رسولي-نجاد. وفي محافظة طهران في شاهيار انتخب محمد علي كوزيغار من "جبهة المشاركة" من الدورة الاولى وكذلك حسين خليلي اردكاني في كراج. وفي ساوجبلولا - طالقان فاز جعفر قلباز العضو في "جبهة المشاركة" ايضاً. والنتائج الاكثر تعبيراً جاءت في المناطق الريفية في جيروفت كرمان في الجنوب حيث خسر النائب المحافظ المنتهية ولايته حجة الاسلام علي زدسار الذي يعتبر من انشط المعارضين للاصلاحات امام مرشح الجبهة محمد فاروخي. وفي خورمشهر جنوب غرب وبوناب اذربيجان الغربية وشهركولد بالقرب من اصفهان في الوسط انتزع الاصلاحيون مقاعد احتلها اليمين المحافظ لعهود. وفي اردكان وسط، معقل خاتمي العائلي، اثار محمد رضا طابش 35 عاماً ابن اخت الرئيس مفاجأة عامة بانتخابه من الجولة الاولى. واشادت الصحافة الاصلاحية بالنجاح الكبير الذي سجله هذا التيار، ورأت صحيفة "مشاركت" ان "ملامح انتصار الاصلاحيين تلوح واضحة في الافق". واضافت: "لقد تكررت تجربة الانتخابات الرئاسية ل23 أيار مايو 1997 من جديد". وتوقعت "ان يكون الاتجاه العام للبرلمان القادم اصلاحياً وان تزداد فرص نجاح الاصلاحات التي بدأها خاتمي". وفي المقابل لزمت الصحف المحافظة الحذر المشوب بنوع من المرارة، وكتبت صحيفة "رسالات" المحافظة "الاجانب يخطئون"، موضحة انه "اياً كانت نتائج الانتخابات التشريعية فإن المواطن الايراني لن يصوت ابداً للعبودية للاحنبي والابتعاد عن المجتمع الاسلامي"، مؤكدة ان "الشعب الايراني شارك بكثافة في التصويت ولبى بذلك نداء مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي". وكان ناطق باسم وزارة الداخلية أعلن أمس ان 80 في المئة على الاقل من الناخبين المؤهلين للتصويت شاركوا في الانتخابات البرلمانية. وقال ياهانبخش خانجاني للصحافيين ان الاحصاءات الاولية اظهرت ان اكثر من 31 مليون ناخب من اجمالي عدد الناخبين البالغ 38.7 مليون ادلوا بأصواتهم في انتخابات الجمعة. وأوضح ان الاحصاءات اظهرت ان الاقبال في طهران بلغ نحو 70 في المئة. لكن الاحصاءات الاولية اظهرت ان الاقبال كان اقل من نسبة عدد الناخبين الذين ادلوا بأصواتهم في انتخابات الرئاسة عام 1997 التي بلغت 88 في المئة وحقق فيها خاتمي فوزاً كاسحاً. غير انها تمثل تحسناً ملحوظاً مقارنة مع الانتخابات البرلمانية السابقة التي أجريت في عام 1996. ولن تعرف النتائج النهائية قبل عدة أيام باعتبار ان فرز الأصوات يتم يدوياً. ونقلت الاذاعة الايرانية أمس عن وزارة الداخلية ان الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية ستجرى في غضون شهرين في موعد لم يحدد نهائياً بعد.