تعلّق الحكومة الأميركية، خصوصاً الرئيس جورج بوش، أهمية خاصة على الدور الذي من المنتظر أن يلعبه الجنرال في الجيش الأميركي من أصل عربي جون أبي زيد في الحرب ضد العراق وما بعدها. وقالت صحيفة "صانداي تايمز" اللندنية أمس ان الجنرال ابو زيد الذي أطلق عليه في الماضي لقب "العربي المجنون" أصبح بسرعة متزايدة "أنجع سلاح لدى الرئيس جورج بوش في المسعى الأميركي الطموح من أجل نظام ديموقراطي جديد في الشرق الأوسط"، بعدما عينه نائبا للقائد العام للقوات الاميركية في العراق. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في البنتاغون أن أبي زيد 51 عاماً ليس معروفاً في الأوساط الأميركية لكونه قضى فترة طويلة متنقلاً في الشرق الأوسط. وأوضح جاي شبيغل، وهو مسؤول سابق في قسم التخطيط ومدير قسم الاحتياط في وزارة الدفاع الأميركية، أن أبي زيد "يفهم الثقافة العربية بشكل أصلي وهذا بحد ذاته أمر نادر". وأورد التقرير أن الجنرال العربي من أصل لبناني هو خريج جامعة هارفرد، أحد أرقى المعاهد العلمية في الولاياتالمتحدة، تخصص دراسات الشرق الأوسط وحاصل على منحة دراسة عسكرية في الجامعة الأردنية في عمان. ووفقاً لمسؤول في البنتاغون يضيع تحصيل أبي زيد العلمي أمام أهمية تحصيله الميداني في الجيش. وكشف المسؤول ذاته عن أن أبي زيد قاد وحدة إنزال للمظليين الأميركيين أثناء الغزو الأميركي لجزيرة غرانادا العام 1983 في موقع كانت تحتله قوات كوبية، من خلال عملية جريئة خلدها لاحقاً الممثل والمنتج السينمائي الأميركي كلينت إيستوود في فيلمه الشهير "هارت بريك ريدج". بالإضافة إلى عمليات أخرى جريئة شارك فيها وأكسبته مزيداً من الشهرة، بخاصة في منطقة كردستان في شمال العراق ضمن القوات التي كلفت بحفظ السلام في هذه المنطقة عقب حرب الخليج. ووفقاً لأبي زيد ذاته الذي يتعمد الابتعاد عن الأضواء، فإن أبرز عملية عسكرية شارك فيها كانت ضمن قوات حفظ السلام الدولية في كوسوفو التي عانت من صراعات إثنية تشبه إلى حد كبير الصراعات الإثنية في العراق. وعلى رغم أنه ما زال من غير الواضح ما إذا كانت واشنطن ستعين شخصية عسكرية أم مدنية لتحكم العراق بعد إسقاط الرئيس صدام حسين، ينتظر أن يعود قائد القوات الأميركية الجنرال تومي فرانكس إلى مقره في فلوريدا ويبقى الجنرال ديفيد ماكيرمان قائد قوات التحالف الدولي في الكويت حاكماً عسكرياً على بغداد لفترة انتقالية، بينما تتولى شخصية مدنية غير أميركية، بتكليف من الأممالمتحدة، مهمة الإشراف على المساعدات الإنسانية والقضايا المدنية، ويتوقع أن يقع الاختيار على أبي زيد للإشراف على الجانب السياسي لاستبدال القيادة الديكتاتورية العسكرية العراقية بأخرى مدنية. وأشارت "صانداي تايمز" إلى أن البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية ما زالا على خلاف في شأن أي من قوى المعارضة العراقية ينبغي أن تشارك في عملية التغيير المقبلة. وقالت ان هذا الخلاف يجعل من دور أبي زيد الحريص جداً والذي يمقت الصحافيين حاسماً لتوفير مخرج مقبول. ووفقاً لشبيغل فإن أبي زيد سيكون قادراً على التعامل مع الأتراك والأكراد والسنة والشيعة المتخاصمين لحد الذبح. فالمطلوب هو شخص قادر على التعامل مع كبار المسؤولين والديبلوماسيين وزعماء القبائل بشكل سليم، وليس شخصاً قد يرتكب نتيجة لجهل ثقافي معين خطأ قد يخلق وضعاً خطيراً.