اعترف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بأن القوات الاميركية البريطانية المشاركة في الحرب على العراق تمر "بأوقات قاسية وصعبة" معلناً تأييده ل"اقامة حكومة في العراق تتمتع بأوسع صفة تمثيلية" يتم تشكيلها "مع الاممالمتحدة" بعد اطاحة نظام الرئيس صدام حسين والتي "ستستغرق وقتاً". وقال بلير، في حديث الى هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي بعد لقائه الامين العام للأمم المتحدة في نيويورك والرئيس جورج بوش في كامب ديفيد: "إن ما نحتاج إليه الآن هو العمل من أجل إقامة نظام في العراق يتمتع بأكبر صفة تمثيلية، وهذا نحتاج للقيام به مع الأممالمتحدة". وأضاف: "لذلك اتفقنا، الرئيس بوش ورئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار وأنا شخصياً، اثناء قمة اثوريس في البرتغال في 16 آذار/ مارس بانه ينبغي صدور قرار من الاممالمتحدة ليس في شأن الجانب الانساني فحسب، وإنما أيضاً بشأن الادارة المدنية في العراق". ونفى بلير، رداً على سؤال "ان يكون الرئيس بوش يريد وضع العراق تحت وصاية اميركية في فترة ما بعد الحرب". وقال"يمكنني ان اؤكد لكم، انه في اطار المحادثات التي اجريتها معه، ان اولويته هي ضمان قيام حكومة في العراق بعد صدام تتمتع باكبر صفة تمثيلية ممكنة، تمثل الشعب العراقي وتحرص على استخدام ثروات وازدهار العراق لفائدة الشعب العراقي وتحمي حقوق الانسان وتمنحه الحرية". واضاف: "في ما يتعلق بالعراق ما بعد صدام حسين، كل العالم متفق على القول انه سيكون من المفضل استصدار قرار من الاممالمتحدة لإدارة هذا الوضع"، معرباً عن اعتقاده "بأن أبواب الأممالمتحدة ستفتح مجدداً. وأعتقد بأن ذلك سيغير كثيراً في مواقف الأطراف المختلفة". وأكد بلير ان هدف القوات الغازية ليس فقط التخلص من الرئيس العراقي الذي استهدفه القصف على بغداد في اليوم الاول من الحرب في 20 آذار. وقال ان قوات التحالف "لا تحاول فقط اطاحة صدام حسين بل النظام القائم في العراق منذ 20 عاماً بكامله… هناك شبكة واسعة للأجهزة الامنية وأدوات للقمع أقامها النظام العراقي تفرض النظام بأسلوب وحشي وعنيف… ان العراقيين العاديين الذين اعتادوا على الاساليب التي تعتمد على طرد الاشخاص من منازلهم وخطف افراد عائلاتهم واعدامهم … أولئك لن يتمردوا ما دام صدام موجوداً". وعن تقدم القوات المهاجمة، قال بلير: "علمت اننا سنمر على الأرجح بأوقات قاسية وصعبة، لكن اود التشديد بأننا دخلنا الحرب منذ اسبوع ولقد انجزنا كمّاً هائلاً من الامور". وأقر بلير بأن لندن وواشنطن تجهلان ما اذا كان الرئيس العراقي صدام حسين على قيد الحياة كما تجهلان مكان وجوده. وقال: "لا نعرف شيئاً عن وضع صدام. نعرف انهم القادة العراقيون أجروا تسجيلات على اشرطة فيديو للرئيس العراقي سيقومون ببثها لكن باستثناء ذلك لا نعرف أي شيء". وعن المقاومة العراقية للقوات الغازية قال بلير: "هؤلاء الناس العراقيون سيقاتلون. ليس امامهم خيار آخر"، معترفاً بأنهم قد يجعلون المعركة على بغداد معركة ضارية. واضاف: "هذه القوات غير النظامية لن تصمد من دون مساندة من السكان، على رغم أنها عنيفة جداً ومسلحة تسليحاً معقولاً وقمعت السكان العاديين بصورة لا يمكن تخيلها". وقال ايضاً انه لا يستغرب عدم تمرد الشعب العراقي بعد ضد النظام لأنه حين فعل ذلك بعضهم في حرب العام 1991 لم تساندهم الولاياتالمتحدة وبريطانيا وقُمعوا بلا رحمة. واضاف: "انهم سينتظرون ويترقبون ليروا ما سيحدث".