سعى الأردنوالعراق أمس الى احتواء الاشتباك الإعلامي بينهما والذي نشب في أعقاب طرد عمان ثلاثة ديبلوماسيين عراقيين، على رغم انتقادات حادة وجهها وزير الخارجية العراقي ناجي صبري في رسالة الى نظيره الأردني مروان المعشر. وأعلن رئيس الوزراء الأردني علي أبو الراغب في لقاء مع الصحافيين ان عمان تفاهمت مع بغداد على مسائل "النفط والبضائع وابعاد الديبلوماسيين"، مؤكداً ان "ظروف الحرب هي التي أوقفت نقل الامدادات النفطية" العراقية الى بلاده، وأن الأردن مستعد لتأمين مرور الغذاء والدواء الى العراق، عندما تشتد حاجته لذلك على رغم كل الصعوبات. وأكد ان "بغداد وافقت على استبدال ديبلوماسييها المطرودين بآخرين جدد". واعتبر السفير العراقي في عمان صباح ياسين ان "ما حصل بين البلدين ليس سوى سحابة صيف عابرة، وسيتم في أقرب فرصة ممكنة استدعاء 3 ديبلوماسيين للعمل في السفارة العراقية، بدلاً من المبعدين". وزاد ان بغدادوعمان "اتفقتا على آليات لتسهيل وصول البضائع الى العراق، وتحديد اجراءات تضمن المرونة لدى الجانبين لمعالجة كل المستلزمات التي تقود الى تفعيل تلك الآليات". وأكد انه بحث مع المسؤولين الأردنيين في "كل البدائل الممكنة لضمان استمرار تدفق السلع، وإذا كان هناك تعطيل من الأممالمتحدة، سيتعاون البلدان لايجاد أساليب بديلة تضمن الحقوق المشتركة للشعبين الشقيقين". وكان نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان ووزير التجارة محمد مهدي صالح اتهما الأردن أول من أمس ب"رفض السماح لسلع مستوردة لمصلحة بغداد بعبور حدوده، وبوقف امدادات النفط العراقي الى الملكة". واعتبرت بغداد ابعاد الديبلوماسيين "استجابة أردنية للضغوط الأميركية"، ما رأت فيه عمان "مواقف انفعالية غير مسؤولة، تهدف الى تأجيج الشارع الأردني". الى ذلك، صرح وزير التجارة الأردني صلاح الدين البشير أمس بأنه أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره العراقي، وأطلعه على "كميات السلع التي عبرت الى العراق"، مؤكداً ان "كل الشاحنات التي وصلت الى الحدود الأردنية واصلت سيرها الى بغداد، ولم يكن هناك أي احتجاز أو تعطيل لحركتها". ومعلوم ان عقود تصدير السلع من الأردن الى العراق تتطلب موافقة الأممالمتحدة التي غادر ممثلها بغداد قبيل اندلاع الحرب. وأوضح أبو الراغب ان "الأردن طالب بوجود مندوب للأمم المتحدة على الحدود مع العراق، للمصادقة على الوثائق المتعلقة بحركة الصادرات" الى هذا البلد. وكان وزير الخارجية العراقية انتقد أمس ابعاد الديبلوماسيين من عمان، واعتبره "غير مبرر ويأتي في سياق تلبية الرغبات الأميركية". وقال أبو الراغب: "يبدو أن الرسالة سبقت التفاهم بيننا وبين العراق، أو أن الوزير العراقي ليس على علم بالتفاصيل المتعلقة بذلك"، وشدد على أن "الأردن لا يقبل املاءات من أي جهة أو دولة".