كشف العراق تفاصيل مطالبه التي أبلغها الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان كي ينقلها الى مجلس الأمن، وجدد استعداده لاستئناف الحوار مع انان مقراً بأن ذلك يعود الى المجلس. وفيما أعلن رئيس الوزراء الأردني علي أبو الراغب ان "الأردن خارج أي تفاهمات أو اتفاقات تخطط لعمل عسكري ضد العراق"، محذراً من "عواقب وخيمة على المنطقة برمتها" في حال لجأت الولاياتالمتحدة الى الخيار العسكري مع بغداد، كشف أن حكومته "تدرس كل الاحتمالات والبدائل لحماية مصالح" الأردن في حال انقطعت عنه امدادات النفط العراقي بسبب أي عملية عسكرية راجع ص 2. واللافت أمس في سياق التصعيد الأميركي ضد نظام الرئيس صدام حسين، منذ أعلن الرئيس جورج بوش عزمه على اطاحته "بكل الوسائل"، برنامج تلفزيوني أميركي بعنوان "صدام والحل النهائي" أعدته "هيئة البث العامة" في الولاياتالمتحدة، وكان متوقعاً بثه ليلاً. ويسعى البرنامج الى فتح ملف "امتلاك العراق السلاح الكيماوي واستخدامه ضد الأكراد"، كما يحاول ان يبرهن على علاقة بين نظام صدام وزعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن. واستبقت صحيفة "نيويورك تايمز" بث البرنامج الذي انتجته غوين روبرتس بنشر تقرير يفيد أن الأدلة التي قدمها على علاقة بين النظام في بغداد وبين بن لادن "مقنعة لكنها تفتقر الى البرهان" القاطع. و"أخطر" ما يشير اليه البرنامج مقابلة مع سجين لدى الإدارة الكردية في شمال العراق ادعى انه عميل للنظام، وتحدث عن لقاء في بغداد جمع صدام والرجل الثاني في "القاعدة" أيمن الظواهري. في عمان أكد أبو الراغب في مؤتمر صحافي عقده أمس ان "الولاياتالمتحدة لم تطلب من الأردن أن يكون طرفاً في أي خطة عسكرية لضرب العراق"، مجدداً موقف عمان "الرافض استخدام الأراضي والأجواء الأردنية لضرب أي دولة، خصوصاً العراق". ونبه الى أن "الأردن لم يسمح سابقاً، ولن يسمح بأن يكون جزءاً من معادلة دولية تستهدف أي دولة شقيقة"، وزاد ان "الأردن خارج أي تفاهمات أو اتفاقات تخطط لعمل عسكري ضد العراق الذي نرفض التدخل في شؤونه، ونحرص على مصالحنا معه". ونفى أبو الراغب تقارير صحافية تحدثت في الأيام الماضية عن دور أردني في الحملة العسكرية الأميركية على العراق، من خلال قواعد اميركية في المملكة. وقال ان "الأردن يخلو من أي وجود عسكري أميركي". وأشار الى انه استدعى في اليومين الماضيين السفير العراقي في عمان صباح ياسين، ودعاه الى زيارة أي موقع عسكري في البلاد، مؤكداً استعداد عمان "لتنظيم زيارات لوفود صحافية وإعلامية الى أي منطقة في الأردن، للتأكد من عدم وجود قواعد أميركية". وذكر ان بلاده تتعرض ل"حملة من الكتابات الدراماتيكية غير المفهومة التي تشيع اجواء من التشويش والتشكيك في مواقف المملكة، لا سيما من العراق الشقيق الذي ندعو الى رفع العقوبات عنه، ونطالب بأن تحل مشاكله عبر الحوار مع الأممالمتحدة، بعيداً عن استخدام القوة التي ستؤدي الى عواقب وخيمة على المنطقة برمتها". ورداً على سؤال عن الموقف الأردني في حال شرعت الولاياتالمتحدة في عمليات عسكرية ضد العراق، قال أبو الراغب ان "الأردن جزء من المجموعة العربية التي رفضت ضرب بغداد في القمة العربية التي عقدت في بيروت في آذار مارس الماضي، وسيتقرر الموقف الأردني في ضوء الموقف العربي، إذا حصلت تطورات نأمل بألا تحدث". وعن المساعي الأردنية - السعودية لإعادة تأهيل خط التابلاين الذي كان يزود الأردن بالنفط السعودي قبل عام 1990، أكد أبو الراغب أن "خط التابلاين غير مؤهل لنقل النفط" لكن "الحكومة الأردنية تدرس كل الاحتمالات والبدائل لحماية مصالحنا" في حال انقطعت امدادات النفط العراقي بسبب الضربة العسكرية. على صعيد آخر اذيع في بروكسيل أمس ان وزير الخارجية العراقي ناجي صبري سيزور بلجيكا في غضون اسبوعين لمناقشة مسألة عودة المفتشين الى بغداد. وكشف ان وزير الخارجية لويس ميشيل أبلغ مجلس الشيوخ البلجيكي موافقته على الزيارة "على رغم نصيحة من الخارج" برفضها، في اشارة واضحة الى تدخل أميركي.