لم يتوقع شبان مصريون اصطحبوا صديقاتهم للتجول في حي "غاردن سيتي" الراقي الأنيق القريب من ميدان التحرير أن يمنعهم أفراد الشرطة من التمتع بالهدوء المعروف عن الحي وإعادتهم الى صخب وسط المدينة بسبب الطوق الأمني المضروب حول السفارتين الاميركية والبريطانية. ومنحت التظاهرات التي عمت وسط العاصمة القاهرة اخيراً اجازة إجبارية للعاملين في تلك المنطقة، إذ فشل الموظفون وعملاء المصارف الواقعة في "غاردن سيتي" في الوصول الى اعمالهم او انهاء مصالحهم، بعد ان تحولت تلك المنطقة ثكنة عسكرية. لكن نسي أفراد الأمن ان يكتبوا لافتات "ممنوع الاقتراب أو التصوير" أو الإعلان عن إغلاق المنطقة في التلفزيون المصري. وعبر المواطنون العاملون في تلك المنطقة الكئيبة عن سخطهم، ما زاد الشجار مع أفراد الأمن. ولم يرد هؤلاء على أي استفسار من المرتادين، عن كيفية الدخول إلى تلك المنطقة... وسط حشد من الدروع والهراوات التي سدت كل الشوارع والمنافذ امام المارة او السيارات. وأدى الى زيادة الاحباط العام على الشارع المصري وسط تراجع المظاهر الترفيهية وإغلاق معظم دور العروض المسرحية أبوابها. ووسط حال الاحباط والسخط التي يشهدها الشارع المصري، فشلت الملاهي الترفيهية في جذب الرواد من خلال الخفوضات الكبيرة التي أعلنت عنها لتحريك السوق الراكد، وتشجيع الناس على الترفيه. وانعكس الاحباط ايضاً على سوق القاهرة الدولية، إذ ألغت هيئة المعارض والاسواق الدولية كل الاحتفالات او البرامج الترفيهية التي كان مقرراً اقامتها على هامش معرض القاهرة. وفتح المعرض ابوابه للجمهور قبل ايام، لكنّه لقي اقبالاً ضعيفاً. وتم الغاء حفلة لسليم سحاب في المعرض، كما عدلت إحدى وكالات الدعاية والاعلام عن تنظيم مباريات لاختيار مغنين شباب جدد، ناهيك بإلغاء حفلات الموسيقى العسكرية وسحب جميع اجهزة الDG الصاخبة من منطقة السوق التجاري. إنخفاض ايرادات دور السينما وزاد من حال الاحباط انعكاس الحرب على العراق على الساحة السينمائيّة... إذ انخفضت الايرادات بنسبة 70 في المئة عن معدّلات المرحلة نفسها من السنة الماضية. ووصلت ايرادات 11 فيلماً اميركياً تعرض حالياً في 52 دار عرض في مصر الى نحو 105 آلاف جنيه مصري. ولم يعد الإبهار الاميركي قادراً على جذب الانتباه. فالحقيقة التي يعيشها الناس حالياً تؤكد كذب ما تقدمه السينما الاميركية. ولم تكن الأفلام العربية اسعد حظاً من ناحية الايرادات، اذ حققت اربعة افلام خلال اليومين الماضيين خمسة وسبعين ألف جنيه فقط، وذلك في 90 دار عرض... هذه الأفلام هي فيلم "ميدو مشاكل" من بطولة أحمد حلمي والمطربة شيرين من إخراج محمد النجار، و"حرامية × تايلاند" إخراج ساندرا نشأت مع كريم عبدالعزيز وحنان ترك و"إزاي البنات تحبك" ومن إخراج أحمد عاطف وبطولة هاني سلامة ونور وهند صبري و"ديل السمكة" من إخراج سمير سيف وبطولة عمر واكد وحنان ترك. وامتدت حال الرعب التي سيطرت على المصالح الحكومية في القاهرة بدءاً من السفارة الاميركية وحتى المطاعم المنتشرة في شوارع العاصمة والتي أغلقت أبوابها، واختفت اللافتات المدون عليها عبارة "أميركية" خوفاً من رد فعل الشعب المصري تجاه كل ما هو اميركي. وقامت إدارات المدارس الاميركية للغات بإغلاق أبوابها وتعطيل الدراسة لمدة يومين قابلة للزيادة، كما شهدت المطاعم الاميركية الواقعة وسط العاصمة وجوداً أمنياً كثيفاً. لكن تبقى ضاحية "غاردن سيتي" من أكثر أحياء العاصمة تأثراً بهذه الأحداث لوجود معظم السفارات فيها وخصوصاً السفارتين الاميركية والإنكليزية.