هل نقول غداً/ هنا كان بيت تعلو نوافذه سماء صافية/ وأشجار تعد بالفاكهة/حين مررنا به كان طفل يلعب/ وعصافير تغرد/ رجل يقبّل امرأة/ وأرجوحة تداعب الهواء/ وتنتظر طفلاً آخر/ هل نقول غداً/ مر من هنا دبابة وقنبلة وقلب اعمى. اهيئ طفلي للنوم مبكراً/ أو أدعوه لمشاركة أمه وأخيه اللعب/ المهم ان ينأى/ بعيداً من الشاشة/ لحظة سقوط القنبلة على مائدة العشاء/ لحظة حفر القبر/ لحظة انكفأ الأب والأم والأطفال. يلقم فاه جثة تلو الأخرى/ ويتفل الأشلاء/ يتكئ على اريكته ثم ينتصب/ يداعب كاميرات التلفزيون/ الرجل في البيت الأبيض/ يرفع اسناناً مخضبة بالدم/ حالماً بجثة كل طفل. يداه اللتان يطوحهما في الهواء معلناً/ العصفور يُقتل/ الشجرة تُقتل/ الأرض تُقتل/ الطفل يُقتل/ الأم تُقتل/ الأب يُقتل/ البحر يُقتل/ النهر يُقتل/ يداه اللتان تعددان القتلى/ بلا عينين. الجسد ممزق وعار/ في الأفواه التي تلوكه/ والدم يحاول تجاوز العار/ تدهسه الأقدام/ وكاميرات التلفزيون تنقل المشهد/ إليكم/ أنتم/ نعم أنتم/ أيها الأعداء. الجسد بيت الوطن/ الوطن ليس بيتاً للجسد. القاهرة - محمد الحمامصي [email protected]