أكد وزير الصحة سليمان فرنجية ان "بكركي لم تغير موقفها ولم تتراجع، فهي دائماً مع العيش المشترك والعلاقة مع سورية". وأضاف: "لدى بكركي بعض الهواجس، لكن موقفها الجديد أصبح أكثر وضوحاً وأقفل الطريق أمام الكثير من الموالين المتضررين والمعارضين المتضررين، وبعض هؤلاء غير فرحين لأن لا مصلحة لهم في هذا التقارب بين بكركي ودمشق لأنهم يعتبرون ان أدوارهم تتوقف". وقال فرنجية بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير في بكركي: "نحن كنا دائماً نقول ان بكركي هو صرح وطني ومرجعية للجميع، لكن البعض حاول ان يأخذ عليه جملة من موقف بكركي ويقول هذا هو رأيها وبكركي أخطأت، في بعض المراحل لم توضح موقفها وكنا نردد دائماً اننا قد نختلف في السياسة، واليوم نحن نلتقي في الدين والسياسة". وأضاف: "البطريرك كان يقول دائماً اننا نريد أفضل العلاقات مع سورية، ولكن هنالك بعض الشوائب والهواجس، وكان البعض يطالب بتنازلات من بكركي وهي لم تتنازل يوماً عن موقفها". وقال فرنجية رداً على سؤال ان المسيحيين في لبنان والمنطقة مرتاحون، حتى الذين لديهم عداوات عمياء مع سورية، نشعر بأن لديهم ارتياحاً الى هذا الجوّ". ورأى الوزير السابق ميشال سماحة الذي التقى صفير في حضور فرنجية، ان موقف بكركي "يعبّر عن دور المسيحيين النهضوي الحضاري في هذا الشرق"، مؤكداً ان على الدولة معرفة طريقة التعاطي مع الأمر. وقال: "لا نريد تصغير موقف بكركي أو إدخاله في الزواريب الضيّقة المحلية، فهو ترجمة لمواقف الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والأنغليكانية في مواجهته للصهيونية الداخلة الى بعض الادارات في العالم لتحدث صراع حضارات وموقف صاحب الغبطة في هذا الموضوع لا يتغيّر أبداً عن سياق مواقفه في كل المحطات الجامعة، وأعاد إنارة الإنجيل وثراء البابا وأصالة الكنيسة المسيحية ودورها في الشرق وشعلة الجميع، وهذا يشمل الموقف العام الوطني في لبنان وسورية والعراق والأردن وفلسطين وكل هذا المشرق". ورأى "ان موقف المطارنة أزال احتقانات كثيرة حيث كان هنالك مصلحة في اشعالها في الماضي بين أطراف محلية وبين لبنان وسورية وموقف الرئيسين اميل لحود وبشار الأسد يجمع وموقف صفير يجمع أيضاً مع كل الحريصين لجمع اللبنانيين". ونفى سماحة ان يكون قد قام بأي مبادرة، ودعا "لاعبي الأدوار الى الوقوف جانباً لتصبح العلاقة مباشرة بين بكركي وبعبدا وليس هنالك من مشكلة". وقال النائب ناظم الخوري ان "موقف بكركي ليس مفاجئاً وقد جاء ليرسخ العلاقة اللبنانية - السورية التي هي من الثوابت ولمصلحة البلدين ويجب الافادة منها لتفعيل المؤسسات وتحصين الوحدة الداخلية". وكان صفير التقى وفداً من دار الفتوى ضمّ مديرها الشيخ صلاح الدين فخري ومدير مكتب المفتي الشيخ أحمد دندن. وقال الشيخ فخري بعد اللقاء: "نقلنا الى غبطة البطريرك رسالة من المفتي الشيخ محمد رشيد قباني تحمل في طياتها خيراً لهذا البلد، وقد أشدنا بمواقف غبطته الوطنية التي تدل الى وحدة الصف والكلمة والتلاحم وهذا ليس بغريب على غبطته".