وصل الكولونيل الاميركي المتقاعد اوليفر نورث، المشهور بدوره في فضيحة "ايران غيت" ومواقفه اليمينية المتشددة، الى الكويت حيث سيغطي الحرب المتوقعة ضد العراق لحساب شبكة التلفزيون الاميركية المحافظة "فوكس نيوز". وكان اسم الكولونيل نورث تردد مراراً في احداث مختلفة. ففي العام 1986 هزّ ادارة ريغان عندما قدم شهادة امام الكونغرس عن بيع اسلحة اميركية بشكل سري الى ايران. وكانت واشنطن تأمل بذلك في دفع طهران الى التدخل للمساعدة في تحرير الرهائن الاميركيين في لبنان، مع ان ايران كانت في ذلك الوقت تعتبر من ألد اعداء الولاياتالمتحدة. كما تورط نورث في مسائل اخرى مثل مطاردة منفذي عملية نسف مقر مشاة البحرية الاميركية المارينز في بيروت عام 1982، والتدخل العسكري الاميركي في غرينادا في 1983، والغارة الاميركية على ليبيا في 1986. اما اليوم فانضم نورث كصحافي عسكري الى وحدة مروحيات اميركية. وشوهد في الكويت وهو يمازح الجنود الاميركيين الذين كانوا يسلمونه زياً مضاداً للغازات السامة مع حبوب "سيبرو" المضادة للجمرة الخبيثة قائلاً: "قولوا للجنود أنها لن تشفي من الامراض الجنسية". وقد تسلم العتاد الخاص به لينضم الثلثاء الى تدريب خاص بالصحافيين في الصحراء الكويتية مع المارينز. ووصفه القائد في "المارينز" ديفيد اندرسن بقوله: "أولي رجل جيد". وقال جندي وقف الى جانب نورث وهو يشرب القهوة: "أهلاً وسهلاً بك كولونيل"، بينما اعتبره جندي آخر من المارينز "ايقونة اميركية". وكانت الاموال التي دفعها الايرانيون ثمن الاسلحة التي تسلموها استخدمت لتمويل قوات "الكونترا" التي كانت تحارب النظام اليساري السانديني برئاسة دانيال اورتيغا. ولا تزال الاراء مختلفة جداً بشأن نورث. فالديموقراطيون لا يكنّون له الود اطلاقاً ويعتبرونه رمزاً لفترة الرئيس رونالد ريغان المحافظ، بينما يشيد به الجمهوريون. يبلغ نورث اليوم ال 58 من العمر. وكان حكم عليه في ايار مايو 1989 لتورطه في فضيحة "ايران غيت" الا أن محكمة استئناف ألغت هذا الحكم. وهو يعتبر حالياً من اشهر العاملين في شبكة "فوكس نيوز" الاميركية الناطقة باسم المتشددين المحافظين. حتى ان مراسلها جيرالدو ريفيرا تبجح امام الشاشة خلال تغطيته الحملة العسكرية على افغانستان في 2001 انه اخذ معه مسدساً ليقتل به اسامة بن لادن. ويملك هذه الشبكة البليونير الاميركي من اصل استرالي روبرت مردوخ وترشح الكولونيل نورث لانتخابات مجلس الشيوخ عن ولاية فيرجينيا في 1994 إلا أن الحظ لم يحالفه، وهو يقدم حالياً برنامجاً يحمل عنوان "قصص الحروب". ولا يتطرق موقع "فوكس نيوز" على الانترنت، في النبذة التي يقدمها عن اوليفر نورث الى الفضائح التي تورط فيها بل يشير الى "امجاده" في المارينز طوال 22 عاماً والاوسمة التي تلقاها على شجاعته.