طهران، القدسالمحتلة - أ ف ب- اتهم الرئيس الايراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني "أعداء الثورة" الاسلامية من دون تسميتهم بإثارة "الضجة" حول مصادرة معدات عسكرية إسرائيلية في هامبورغ تردد أنها كانت في طريقها إلى إيران. ورأى رفسنجاني الذي يتولى رئاسة مجلس تشخيص مصلحة النظام أن "أعداء الثورة يريدون بهذه الضجة إثارة شكوك الرأي العام الاسلامي حيال الجمهورية الاسلامية". ونقلت وكالة الانباء الايرانية عن رفسنجاني الذي كان يتحدث مساء أول من أمس في تجمع للمحافظين أن "إيران لا تنقصها المعدات العسكرية ولا تحتاج للحصول عليها من إسرائيل". وأضاف: "إنهم يقولون إن إيران تمتلك تقنية إنتاج الصواريخ ثم يزعمون أننا نشتري معدات لمدرعات من إسرائيل". واتهم "أعداء الثورة" بأنهم "يريدون منع إيران من تطوير علاقاتها مع العالم والتمتع بالاستقرار والهدوء". وانتقد رفسنجاني مجددًا "النزعة العدوانية" للولايات المتحدة رافضًا اتهامات واشنطن حول دعم إيران لتنظيم "القاعدة". وأضاف أن "الاميركيين يقولون إننا نستقبلهم على أراضينا فيما أثبتنا أن أعضاء في تنظيم القاعدة أوقفوا وسلموا كل إلى دولته". وكان الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي رأى أول من أمس أن المعلومات عن هذه الاسلحة "لا معنى لها إطلاقًا" ووصفها بأنها "سيناريوات إسرائيلية فاشلة"، وذلك بعدما أكدت وزارة الاقتصاد الالمانية في برلين أن الجمارك الالمانية صادرت حاويتين إسرائيليتين تضمان شحنة سلاسل من المطاط يمكن استخدامها في سيارات مدرعة لنقل الجند، في طريقها إلى إيران. وأعلنت وزارة الدفاع الاسرائيلية في بيان أن شركة "بي آيه دي" الاسرائيلية التي يترأسها أفيخاي فنشتاين 34 عامًا حصلت من الوزارة على "ترخيص قانوني بتصدير هذه المعدات المصنوعة في إسرائيل". وأوضحت أن فنشتاين أكد أن "تايلاند كانت الوجهة النهائية للشحنة" وأضاف البيان "أن الجمارك الالمانية أبلغتنا أن إيران كانت الوجهة النهائية" للسفينة. وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية أمس أن الشحنة كان يفترض أن تنقل إلى هامبورغ على متن سفينة الشحن الايرانية "إيران بكري" لتتوجه بعدها إلى مرفأ بندر عباس جنوبإيران. والسلاسل التي ضبطت كان يفترض أن تجهز بها ناقلات جند مدرعة أميركية الصنع من طراز "ام-113"، علمًا أن الجيشين الاسرائيلي والايراني مجهزان بهذا النوع من المصفحات. وذكرت الصحف الاسرائيلية أن رئيس فنشتاين سبق وقبض عليه للمرة الاولى قبل سنتين في إطار قضية مشابهة تورط فيها قريب له يدعى إيلي كوهن اشتبه بأنه باع إيران في 1996 محركات لناقلات جند مدرعة. وأوقف في إطار هذه القضية وأطلق سراحه بعد بضعة أيام لعدم توافر الادلة. وسبق ودين إسرائيليون بتهمة تهريب أسلحة إلى إيران. لكن أشهر هذه القضايا على الإطلاق تبقى قضية "إيران غيت" التي أثيرت عام 1986 في عهد إدارة الرئيس رونالد ريغان، إثر كشف تمويل غير مشروع ل"الكونترا"، حركة المتمردين المناهضة للنظام السانديني في نيكاراغوا، عبر صفقة سرية لبيع أسلحة أميركية إلى إيران بواسطة إسرائيل.