في تطور لافت، غيّر الأزهر لهجته تجاه الحرب الاميركية المحتملة على العراق، وحض جميع المسلمين في العالم على "الجهاد ضد القوات الغازية". وأصدر مجمع البحوث الاسلامية، وهو أعلى هيئة في الازهر، بياناً أمس اعتبر فيه أن "الجهاد ضد القوات الصليبية يصبح فرض عين على كل مسلم، إذا بدأت قوات اجنبية العدوان". وجاء البيان الذي حمل عبارات حادة بخلاف تلك التي كانت تصدر عن شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي أو الهيئات التابعة للأزهر، في ظل حال احتقان شديد تسود المجتمع المصري ضد السياسات الاميركية في المنطقة. وجاء في البيان: "يعتقد الجميع ان العدوان على العراق واقع لا محالة. وبمنطق الاسلام وشريعته اذا نزل العدو في أرض المسلمين يصبح الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة، لأن أمتنا العربية والمسلمة ستكون أمام غزوة صليبية جديدة تستهدف الأرض والعرض والعقيدة والوطن". وأضاف ان "أمتنا العربية والاسلامية بل وعقيدتنا الدينية الاسلام هي هدف أساسي لكل الحشود العسكرية". ودان "كل المحاولات التي تسعى من خلالها الولاياتالمتحدة عن طريق جمع حشودها العسكرية، إلى استهداف ملايين البشر من الأمة العربية ومقدساتها، وذلك انطلاقاً من رغبتها في السيطرة على مصادر الثروة والقوة في الوطن العربي". وزاد: "الإصرار على ضرب العراق ما هو إلا مقدمة لضربات اخرى تستهدف بقية الوطن العربي"، مشيراً الى أن "القوى المعادية للعرب والمسلمين افصحت عن رغبتها في السعي الى تقسيم الاوضاع في المنطقة العربية وترتيبها بما يخدم المصالح الاميركية والإسرائيلية، وينهي مقاومة الشعب الفلسطيني". ودعا إلى تفعيل كل الوسائل السلمية لحل الأزمة، واعتبار قرارات التي صدرت عن قمة شرم الشيخ والقمة الاسلامية في الدوحة إعلاماً دائماً يجمع العرب والمسلمين على رفض ضرب العراق. كما طالب المجمع العرب والمسلمين في انحاء العالم بأن يكونوا "على استعداد للدفاع عن انفسهم ومقدساتهم وألا يضعفوا امام هذا العدوان". من جهته، أكد مفتي مصر الدكتور أحمد الطيب "إن أي محاولة لاحتلال أراضي المسلمين في العراق أو في فلسطين أو في بلد آخر أمر سيرفضه الاسلام ويجب على الشعوب التصدي له". وطالب مفتي مصر في لقاء نظمه المنتدى الأدبي لطلاب جامعة القاهرة امس "كل الدول العربية بألا تسمح بتقديم أي تسهيلات لضرب أي بلد عربي مسلم"، مشيراً الى أن "حرمة هذا الأمر شيء بديهي وأن الاسلام لا يقر ذلك". واعتبر المفتي ان العمليات الاستشهادية في فلسطين "شرعية مئة في المئة"، مشيراً الى أن أكثر من 99 في المئة من علماء الأمة الاسلامية "اجمعوا على صحة هذه الفتوى وعلى شرعيتها التي تمكن الفلسطينيين من الدفاع عن مقدساتهم وكرامتهم لصد العدوان الاسرائيلي".