قاد القطب البارز في جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر السيد سيف الإسلام حسن البنا، مئات من أعضاء الجماعة في تظاهرة داخل صحن الجامع الأزهر، عقب صلاة الجمعة أمس، رددوا خلالها هتافات معادية لأميركا وإسرائيل، مطالبين بمواقف اكثر حدة ضد اميركا لوقف "المذابح" التي يتعرض لها الشعبان الفلسطيني والافغاني. وأحاطت أعداد كبيرة من قوات الأمن المركزي بالجامع الأزهر، ومنعت المتظاهرين من الخروج الى الشوارع المحيطة. وكانت اعداد كبيرة من "الاخوان" توافدت على الأزهر، ولوحظ ان شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي لم يلق الخطبة، وأفادت مصادر الأزهر أنه كان في زيارة الى إحدى مدن الصعيد. وعقب الصلاة بدأ المشاركون في التظاهر ترديد هتافات ضد الحرب الاميركية على أفغانستان، و"المذابح" التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على أيدي الجيش الاسرائيلي. وألقى البنا كلمة حض فيها حكام العرب والمسلمين على "التصدي للعدوان الأميركي على الشعب الأفغاني الأعزل"، معتبراً أن اميركا "تقود حملة على الاسلام". وربط بينها والأوضاع في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وأشار الى أن "السلاح الاميركي لا يتوجه إلا إلى المسلمين في انحاء متفرقة من العالم". وقال البنا: "القذائف تنهال على المسلمين في افغانستان والسلاح الأميركي يغتال الأبرياء في فلسطين بأيدي الاسرائيليين ولن تقنعنا نغمة السلام الزائفة الصادرة عن واشنطن، وليس لنا سبيل إلا القتال والجهاد... ونرغب في ان نفدي ديننا ونتصدى للظلم". إلى ذلك عقد مجمع البحوث الإسلامية اجتماعاً مساء أول من امس رأسه طنطاوي، وناقش الوضع الدولي الراهن، ورأي الاسلام في ظاهرة الارهاب وما دار حولها من ملابسات. وأصدر المجمع بياناً رأى ان "الارهاب هو ترويع الآمنين وتدمير مصالحهم ومقومات حياتهم والاعتداء على أموالهم وأعراضهم وحرياتهم وكرامتهم الانسانية بغياً وإفساداً في الارض". وشدد على أن الجهاد الاسلامي هو "بذل الجهد نصرة للحق ودفعاً للظلم وإقراراً للعدل والسلام والأمن في كل ميدان من ميادين الحياة". ونبه إلى ان "جميع العقلاء من كل الأديان والحضارات اجمعوا على أن معالجة أسباب المشكلات والأمراض لا بد أن تسبق معالجة الاعراض". وأكد أهمية التمييز بين "عنف الطغاة الذين يغتصبون الأوطان ويهددون الكرامات ويدنسون المقدسات، وبين ممارسة الدفاع المشروع الذي يجاهد به المستضعفون".