دان علماء في الأزهر الدعوة الأميركية الى تأسيس تحالف لضرب "الارهاب". ونبهوا إلى أن واشنطن "انفردت وحدها بتحديد المقصود من الارهاب وتعريفه، حتى صار المقصود به دولاً عربية بعينها". وأصدرت جبهة علماء الأزهر بياناً أمس دان في شدة "إلصاق ما حدث في أميركا بالعرب والمسلمين قبل ظهور أدلة قاطعة". واعتبرت الجبهة أن الهجمات التي وقعت في نيويوركوواشنطن "شيء مذهل يفوق قدرات العرب والمسلمين، تم بإعداد تقني على مستوى عالٍ لا تملك أسبابه دولة عربية أو إسلامية ولا العرب والمسلمون جميعاً". وأكدت أن ما حدث "لا يمكن أن يملك أسبابه شخص واحد مهما كانت قدرته" في إشارة الى اسامة بن لادن. وجاء في البيان: "ان الاسلام لا يجيز سفك دماء الأبرياء، ولا ترويع الناس أياً تكن عقائدهم وانتماءاتهم، كما أنه يجرم الاعتداء على الأهداف المدنية ولو في حال حرب دفاعية، ما دامت تلك الأهداف لا تتصل اتصالاً مباشراً بالحرب". لكن الجبهة حذرت من "إلصاق التهم بالعرب والاسلام والمسلمين جزافاًً"، واعتبرت ان "المسلمين الآن هم الذين تراق دماؤهم وتنتهك حرماتهم وتدنس مقدساتهم وتسلب حقوقهم تحت مرأى ومسمع العالم، من دون أن يتحرك لإنقاذ المعتدى عليهم كما حدث في البوسنة والهرسك وفي الشيشان وألبانيا وفلسطين. صمتت قوى العالم ومؤسسات الأممالمتحدة عن هذا كله، ولم يحدث أي ردع لإسرائيل التي بلغت المدى وأوفت على الغاية في العسف والاجرام، وهي تمتلك من اسلحة الدمار الشامل ما لا يخفى على دول العالم". وشدد البيان على أن حجم الارهاب والعنف الذي تمارسه إسرائيل "لا يقل شناعة وإجراماً عما حدث في واشنطنونيويورك". وأشادت بموقف الرئيس حسني مبارك من قضية التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب وتحفظه عن مشاركة مصر فيه، وما أعلنه من "رفض توجيه ضربات عسكرية أميركية ضد الشعب الافغاني المسلم". وحذر علماء الأزهر الدول العربية والإسلامية من "مصير مروع"، ودعوا قادتها إلى أن يحذوا حذو مبارك "حماية للأبرياء وحماية لأنفسهم، لأن مثل هذه الدعوة يشبه كأساً من الممكن ان تدور تبعاً لأهواء الدول المتحكمة بهذا التحالف المقترح، الذي يسعى إلى معاقبة شعب بريء من أجل فرد لم تثبت حتى الآن إدانته". ودعوا القيادة الاميركية إلى "التثبت قبل القاء التهم على العرب والمسلمين، أو الدعوة الى ما جاء على لسانهم من حرب صليبية ضد الارهاب" في اشارة الى تصريح الرئيس جورج بوش عن قيادة حملة، معتبرين أن تلك كلمة "منكرة وينبغي تصحيحها والاعتذار عنها للأمة الاسلامية". ونبهت الجبهة الدول الاسلامية والعربية إلى ضرورة "أن تكون في غاية الحرص على ألا تستخدم في العدوان على جيرانها، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، بغير أدلة في القصاص يقينية ثابتة، لأن الاسلام والمصلحة العامة والخاصة توجب على الأمم العربية والإسلامية اليقظة للمخطط الهائل الذي يراد تنفيذه الآن، تحت دعاوى مكافحة الإرهاب، وهي مخططات قديمة مجهزة لضرب القوى الوطنية والإسلامية في شتى البلاد". واختتم البيان: "اننا إذ نستنكر الاعتداء على الأبرياء في كل مكان، لا نقبل الاعتداء على الأبرياء من أمتنا مهما كانت الدواعي والظروف، والارهاب لا يقاوم بتعميمه، وانما بتوفير العدالة للمظلومين واحترام حقوق الشعوب في بلادها وديارها".