طلبت الحكومة اليمنية من الحكومة السعودية تسليمها ثلاثة أشخاص على الأقل من رعاياها يقيمون في المملكة ويشتبه في انتمائهم الى تنظيم "القاعدة" وتورطهم في حادثتي تفجير المدمرة الأميركية "كول" في عدن قبل عامين وحاملة النفط الفرنسية "لومبرغ" في شواطئ المكلا العام الماضي. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان صنعاء "تلقت رداً ايجابياً للغاية من الحكومة السعودية بشأن الأشخاص المطلوبين"، مشيرة الى أن "التعاون الأمني خصوصاً في مجال مكافحة الارهاب، هو في أفضل حالاته على غرار العلاقات الثنائية". وتوقعت تسليم المطلوبين في الأيام المقبلة. من جهة أخرى، كشفت مصادر يمنية مطلعة ل"الحياة" ان المسلح الذي حاول اقتحام "مستشفى السلام" في مدينة جبلة محافظة إب قبل نحو اسبوع يدعى أحمد صادق علي صالح 30 عاماً وكان ينتمي ل"التجمع اليمني للاصلاح"، وقالت انه لم يدل بمعلومات تشير الى انتمائه لخلية علي أحمد جارالله قاتل المعارض اليمني جارالله عمر، أو بعلاقة مباشرة مع قاتل الأطباء الاميركيين في المستشفى نفسه أواخر كانون الأول ديسمبر الماضي، لكنه يحمل أفكارهما الدينية المتشددة. وعلم ان أحمد صادق يعمل مدرساً لمادتي العلوم والقرآن الكريم في مدرسة التوحيد في مديرية ماوية محافظة تعز. وقالت المصادر انه حاول دخول المستشفى حاملاً مسدساً من صنع روسي، وعندما اكتشفه رجال الأمن ادعى انه جاء يطلب ارسال اطباء أجانب الى منطقته لمعالجة مرضى هناك. وكشف التحقيق انه اشترى المسدس الذي وجد بحوزته قبل محاولته دخول المستشفى بيوم واحد، ولا يستبعد انه كان على وشك تنفيذ عملية خطيرة. من جهة أخرى، تعتزم السفارة البريطانية في اليمن اغلاق أبوابها، كذلك قنصليتها في عدن، لأسباب أمنية على صلة بالتطورات الراهنة في المنطقة والاستعدادات الاميركية - البريطانية لضرب العراق. وأكدت مصادر حكومية يمنية ل"الحياة" ان الحكومة الاميركية أبلغت صنعاء عدم نيتها اغلاق سفارتها في اليمن أو تجميد نشاطها على الأقل في الوقت الراهن. وقالت المصادر ان السفارة الاميركية أبلغت الحكومة اليمنية اطمئنانها الى الاجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطات لمنع أي مخاطر أمنية على الرعايا والمصالح والديبلوماسيين الاميركيين. وعلمت "الحياة" ان عدداً من الدول الغربية سيقلل من عدد رعاياه في اليمن تحسباً لحوادث أمنية في ضوء التطورات العراقية. لكن مسؤولاً أمنياً يمنياً أكد ل"الحياة" انه لا يوجد مطلقاً ما يبرر هذا القلق لدى بعض الدول الغربية "لأن اجراءاتنا الأمنية أثبتت فاعليتها". وعزا مخاوف هذه الدول الى "حسابات أمنية خاصة تتعلق بمواقف هذه الدول وأدوارها في الحرب".