في "الحياة" 31 كانون الثاني/ يناير 2003 افترض اخ فاضل، هو عبدالعزيز الحسيني موت الأحزاب السياسية الرسمية في مصر. ثم راح يضرب الأمثلة على غياب الأحزاب السياسية من دون ان يقدم حججاً مقنعة. أنا عضو عادي ولست قيادياً مثل سيادة الأخ في واحد من هذه الأحزاب ويهمني ان اوضح الأمر للقارئ، حتى لا تمر هذه الاتهامات من غير رد يكشف عورتها امام الرأي العام. لا خلاف على ان الأحزاب والنقابات وهيئات المجتمع المدني، بمصر، تعاني عجزاً سببه النظام السياسي والجو العام الخانق الذي بدأ في عهد عبدالناصر. وقتل النظام هذا روح المجتمع، وجعل من نفسه نائباً عنه في فكره واختياراته. فمات المجتمع وعاش النظام. ولا يزال هذا الوضع قائماً حتى يومنا هذا. وأرجو ان يسمح لي الأخ، كاتب الرسالة، الذي لم أتشرف، وربما لم يتشرف غيري، بمعرفة تاريخ نضاله الخطير، أن أسأله عن المبرر الأخلاقي الذي يبيح للمرء ان يسمي نفسه بصفة ليست له مثل قيادي في اللجان الشعبية. وهي صفة من المفترض ان يطلقها الآخرون عليه، وألا يطلقها هو على نفسه. وفي اعتقادي ان بعض الأحزاب لم تشارك في انشطة مدفوعة الأجر من قبل النظام العراقي وغيره من الأنظمة، على مثال المؤتمر 18 -19 كانون الأول/ ديسمبر2002 الذي جلس في صفوفه الأمامية رجال الديبلوماسية العراقية والمخابرات، والذي زكّمت الأنوف فيه رائحة فضيحة "الكوبونات النفطية"، وهي فضيحة لا تزال فصولها تترى في مصر. اما الطائرات التي ذهبت الى بغداد فكان تمويلها عراقياً. ويدعي كاتب الرسالة ان المقاطعة الهادفة الى دعم الانتفاضة، ومساندة العراق، حصلت بفضل نشاط لجان وهمية ذكرها، وأن الأحزاب لا دور لها. وذلك في حين يكذّب الواقع هذه الادعاءات: فمن قام بجمع التبرعات للانتفاضة في المحافظات كالدقهلية على سبيل المثال هم اعضاء من احزاب مختلفة على غرار حزب التجمع بقيادة رأفت سيف، الذي كاد ان يسجن بسبب هذه الحملة. وان التظاهرة الأخيرة لتأييد العراق، في 28 كانون الثاني، قام بها اتحاد الشباب التقدمي بحزب التجمع. اما من قام بالمقاطعة والدعم المادي للانتفاضة والعراق، في القاهرة والاسكندرية، فهم الأخوان المسلمون وحزب العمل. ومن قام بإغلاق "سنسيبري" و"ماكدونالدز"، ومحاصرة السلع الأجنبية مثل مسحوق آرييل، هم اعضاء الحزب الناصري، والنقابات المهنية، وبعض اللجان المحترمة والمواطنون البسطاء. القاهرة - مهندس حسن ابو السعود عضو غير قيادي في حزب التجمع المصري