سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التحاق "إسرائيل بعليا" بصفوف "ليكود" يقطع الطريق أمام ليبرمان . الرئيس الإسرائيلي يكلف شارون تشكيل الحكومة ويحاول اقناع "العمل" و"شينوي" بالانضمام إليها
يكلف الرئيس الإسرائيلي موشيه كتساف بعد غد رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، زعيم "ليكود" ارييل شارون تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات التشريعية التي جرت الأسبوع الماضي. وكان كتساف اختتم أمس مشاوراته مع الأحزاب المختلفة وتبلّغ من ثمانية منها تتمثل ب87 نائباً من مجموع النواب ال120، تأييد تكليف شارون مهمة تشكيل الحكومة الجديدة، بينما امتنع ممثلو أحزاب "العمل" 19 نائباً و"ميرتس" 6 و"التجمع" 3 و"الموحدة" 2، عن التوصية باسم مرشح لرئاسة الحكومة. وأمس عاود كتساف محاولاته ثني زعيم "العمل" عمرام متسناع عن موقفه الرافض الدخول في حكومة "وحدة وطنية" بزعامة شارون واقناع زعيم حزب "شينوي" تومي لبيد بالتراجع عن اشتراطه دخول الحكومة باستبعاد المتدينيين المتشددين الحرديم عنها. وقال كتساف إنه ما زال يرجو الأحزاب الكبرى أن تدرس إمكانات تشكيل حكومة "وحدة وطنية" تقوم على خطوط عريضة متفق عليها ومن دون شروط مسبقة، لتمكينها من مواجهة التحديات الكثيرة التي تنتظرها. ورد متسناع بالقول إنه لا يرفض إقامة حكومة وحدة "من حيث المبدأ" لكن الأمر غير متاح نظراً للبون الشاسع في المواقف السياسية بين "العمل" و"ليكود". وقال إنه مستعد لدخول حكومة كهذه إذا قبل شارون بالبرنامج السياسي لحزب "العمل" الذي يدعو إلى انسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة واخلاء المستوطنات واستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. وأكد الأمين العام ل"العمل" اوفير بينيس موقف متسناع، وقال للإذاعة الإسرائيلية إن لا مبرر للتفاوض مع "ليكود" حيال غياب قاسم مشترك ممكن التفاوض عليه سواء سياسي أو اقتصادي أو أمني. وعاود معلقون في الشؤون الحزبية الحديث عن تصدعات في "جبهة الرفض" داخل "العمل"، مشيرين إلى تزايد عدد أصوات المعارضين لموقف متسناع ومعظمها من أنصار زعيم الحزب السابق بنيامين بن اليعيزر. وقالوا إن شارون يسعى إلى "تأجيج النار" داخل "العمل"، وانه ينتظر ما ستسفر عنه الاتصالات التي يجريها عجوز الحزب شمعون بيريز مع المؤيدين للشراكة الحكومية لخلق جبهة معارضة لمتسناع. وتوقعت أوساط حزبية أن يقوم شارون فور تلقيه كتاب التكليف من الرئيس الإسرائيلي، بالتوجه رسمياً إلى زعيم "العمل" للشروع في مفاوضات ائتلافية. وقالت إن شارون سيعمل على تأليب الرأي العام الإسرائيلي على "العمل" ورئيسه اللذين يرفضان الشراكة في حكومة "وحدة" تقتضيها الظروف التي تعيشها الدولة العبرية. إلى ذلك، قرر حزب المهاجرين الروس اسرائيل بعليا الانخراط في صفوف حزب "ليكود" بعد الهزيمة التي لحقت به في الانتخابات الأخيرة وحصوله على مقعدين فقط. وسيحصل زعيم الحزب ناتان شيرانسكي، بموجب الاتفاق، على حقيبة وزارية تعنى بشؤون اليهود في أرجاء العالم، ورأى النائب الثاني يولي ادلشتاين أن الحزب أنهى ما اعتبره "دوره التاريخي في استيعاب المهاجرين الجدد". وجاءت خطوة شارون هذه لسد الطريق على حزب اليمين المتطرف "الاتحاد القومي" بزعامة افيغدور ليبرمان، الذي سعى إلى اقناع شيرانسكي بالانضمام إليه ليصبح عدد نواب الحزبين تسعة، ما يحول دون تمكن شارون من تشكيل حكومة يمينية ضيقة من دون ضمهما. وكان شارون أعلن أنه لن يقبل بحزب ليبرمان شريكاً في حكومته الجديدة لتخوفه من ردود فعل غاضبة في العالم على ضم حزب ينادي بترحيل الفلسطينيين وبقصف الدول العربية، إلى حكومته.