أصيب ثلاثة فلسطينيين في غزة وتوغل جيش الاحتلال في مدينة دير البلح وسط القطاع، وهدم تسعة منازل. كما أصيب جندي اسرائيلي خلال عملية شنها مقاومون فلسطينيون على مستعمرة كفار داروم. وفيما اتخذت الاجهزة الأمنية الفلسطينية اجراءات صارمة لمنع اطلاق صواريخ "القسام" على اسرائيل ونفذت انتشاراً كثيفاً في غزة وأبلغوا اسرائيل عن مخابئ عبوات ناسفة، اعتقلت سلطات الاحتلال في الخليل أحد عناصر حركة "الجهاد الاسلامي" وهدمت منزله. أعلنت مصادر طبية في مدينة خان يونس 30 كيلومتراً جنوبغزة أمس ان عزيزة ابو سحلول 50 عاما وابنيها ابراهيم 15 عاما واحمد 3 اعوام نقلوا الى المستشفى فجر امس اثر اصابتهم بشظايا في الوجه. ووصفت جروح الثلاثة بأنها متوسطة ومستقرة. وقال الباحث في "مركز الميزان" لحقوق الانسان في مدينتي رفح وخان يونس محمد عبدالله ل"الحياة" ان جنود الاحتلال المتمركزين على حاجز التفاح فتحوا اسلحتهم في اتجاه مخيم خان يونس القريب، ما أدى الى اصابة المرأة وولديها أثناء تواجدهم في منزلهم الذي طاوله الرصاص. واشار عبدالله الى ان دبابات وجرافات الاحتلال توغلت في حي السلام جنوب شرقي مدينة رفح 40 كيلومتراً جنوب مدينة غزة وهدمت 9 منازل. وأضاف ان ثلاث دبابات وجرافة توغلت قبل منتصف ليل الاثنين - الثلثاء في الحي المحاذي للشريط الحدودي وهدمت المنازل في اطار اقامة المناطق العازلة بين الشريط الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال والأحياء السكنية الفلسطينية المنتشرة على طوله. وتابع ان قوات الاحتلال اطلقت النار بكثافة خلال توغلها للتغطية على الهجوم ومنع أي محاولة للتصدي لها، واصفا هدم المنازل بأنه جريمة حرب بموجب القانون الدولي، خصوصا اتفاقية جنيف الرابعة التي تمثل جوهره. ولفت الى ان 10 عائلات عدد أفرادها يصل الى حوالى 70 فرداً أصبحت بلا مأوى وانضمت الى قائمة طويلة من المشردين والمعذبين. وهدمت قوات الاحتلال منزلين آخرين في مدينة دير البلح وسط القطاع. وقال شهود ان عددا من الدبابات والآليات العسكرية توغلت في منطقة شارع المحطة شرق المدينة تحت وابل كثيف من النار وحاصرت منزل المواطن اسعد العزايزة وأرغمت سكانه على مغادرته تحت تهديد السلاح قبل ان تشرع في هدمه بالجرافات. واعتقلت ابن العزايزة الاكبر يوسف 19عاما واقتادته الى جهة غير معلومة. كما هدمت منزل سعيد العزايزة شقيق اسعد المجاور له بعدما ارغمت عائلته على مغادرته تحت تهديد السلاح. وجرفت الجرافات عدداً من الحقول والممتلكات في المنطقة. وقالت مصادر فلسطينية ان عملية الهدم جاءت بعد هجوم شنه مقاتلون فلسطينيون على مجموعة من جنود الاحتلال في المنطقة المجاورة لمستوطنة "كفار داروم" شرق المدينة. وتبنت الهجوم الذي أصيب فيه جندي إسرائيلي بجروح متوسطة، كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس". وقالت الكتائب في بيانها الذي حصلت "الحياة" على نسخة منه ان "احدى خلايا كتائب الشهيد عز الدين القسام تمكنت ... من إطلاق النار في اتجاه مجموعة من المغتصبين الصهاينة شرق مدينة دير البلح". واشارت الى ان "خليتنا القسامية عادت الى قواعدها تحفظها رعاية الرحمن". الى ذلك، شيع آلاف الفلسطينيين امس الى مثواهما الاخير جثماني الشهيدين سالم قديح 70 عاما ورامي ابو شاب 25 عاما. وكانت دبابات الاحتلال اطلقت النار في اتجاه قديح وابو شاب مساء اول من امس خلال وجودهما في الاراضي الزراعية المحاذية لخط التحديد شرق بلدتي عبسان وخزاعة شرق مدينة خان يونس. في الخليل، اعتقل الجيش الاسرائيلي أمس ناشطا فلسطينيا، وزاد ان بدر حموني من حركة "الجهاد الاسلامي" اوقف في منزله فيما فرض الجيش الاسرائيلي حظر التجول بعدما رفعه الاثنين. وافاد ناطق عسكري اسرائيلي ان الجيش اوقف خلال الليل سبعة ناشطين فلسطينيين في الضفة وقطاع غزة. واشار الى ان حظر التجول رفع الثلثاء عن مدن بيت لحم وجنين وقلقيلية ورام الله ونابلس. وشن الجيش الاسرائيلي الاسبوع الماضي عملية واسعة في الخليل اطلق عليها اسم "الشتاء الساخن" ل"توقيف ارهابيين فلسطينيين مطلوبين" اثر سلسلة من الهجمات في منطقة الخليل اسفرت في الاشهر الاخيرة عن مقتل 22 مدنيا وعسكريا اسرائيليا. اجراءات فلسطينية لمنع اطلاق صواريخ "القسام" وذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية أمس ان اجهزة الامن الفلسطينية اتخذت اخيرا اجراءات لمنع اطلاق صواريخ "القسام" على اسرائيل من قطاع غزة. وأضافت نقلا عن مسؤولين في الاستخبارات الاسرائيلية ان جهاز الامن الوقائي الفلسطيني الذي يرأسه رشيد ابو شباك اوقف في الاسبوعين الماضيين اعضاء خلية ناشطين متخصصين في اطلاق هذه الصواريخ. وانتشرت اجهزة الامن الفلسطينية في مناطق في قطاع غزة سجل اطلاق صواريخ منها في الماضي لمنع تكرار هذه الحوادث. وتابع المصدر نفسه ان مسؤولين في اجهزة الامن الفلسطينية ابلغوا اسرائيل بوجود عبوات ناسفة مخبأة في غزة. وقالت "هآرتس" ان مسؤولي الدفاع في اسرائيل تلقوا هذه المعلومات مشككة، معتبرين ان هذه الاجراءات التي اتخذتها السلطة الفلسطينية مرتبطة بالحوار بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة حول امكان وقف العمليات الفلسطينية. وشن الجيش الاسرائيلي أخيرا سلسلة من الغارات العنيفة في قطاع غزة لتدمير البنى التحتية التابعة لحركة المقاومة الاسلامية حماس التي تنتج صواريخ "القسام" ومداها الأقصى 12 كيلومترا وشحنتها خمسة كيلوغرامات. وقال ايلي مويال رئيس بلدية سديروت الواقعة في صحراء النقب ان المدينة وضواحيها استهدفت اخيرا بحوالى 300 صاروخ منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية في ايلول سبتمبر 2000، سببت أضرارا مادية لكنها لم تسفر عن اصابات. من جهتها، ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز سيدعو قريبا الى منح سديروت وضع "المدينة الواقعة على خط الجبهة"، مما يخولها الحصول على مساعدات من الحكومة والاستفادة من اجراءات ضريبية تشجع الاستثمارات في البنى التحتية الصناعية والتعليمية.