وجه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أمس تحذيراً إلى بغداد، مشدداً على أن العالم "بدأ يفقد صبره"، ازاء تعاونها غير الكامل مع المفتشين، فيما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العراق يتحمل "القسم الأكبر" من مسؤولية الأزمة. وعلمت "الحياة" أن واشنطن بصدد نصب منصات صواريخ "باتريوت" في شمال العراق، وأنها نشرت حوالى ألف عسكري أميركي وفرقاً متخصصة في هذه المنطقة. وقال وزير الخارجية الأميركي كولن باول أمس إنه سيقدم إلى مجلس الأمن غداً "عناصر مقنعة" تدل على امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، في حين اعتبر بوتين استخدام القوة ضد هذا البلد "آخر اجراء". وشدد ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز خلال ترؤسه أمس جلسة مجلس الوزراء على ضرورة تضافر الجهود لتفادي الحرب، علماً أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني سيزور الرياض اليوم ويناقش مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والأمير عبدالله "فرص الأيام الأخيرة لايجاد مخرج للأزمة العراقية"، وهو كرر أمس ان فرص تجنب الحرب على العراق باتت قليلة. وسيقدم الوزير باول إلى مجلس الأمن غداً معلومات "تم الحصول عليها أخيراً"، بحسب مصادر غربية "تؤكد الصورة التي رسمها هانس بليكس"، رئيس لجنة التفتيش انموفيك أمام المجلس ليبني على ما سمعه الأعضاء من بليكس لجهة استمرار نمط "الاخفاء" وعدم إقدام الحكومة العراقية على "التعاون الجوهري الصادق" مع المفتشين. وسحب باول من المعادلة أي توقع بتقديمه أدلة جازمة، وكتب في صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه لن يقدم ما يسمى "البندقية الساخنة"، أي الأدلة الملموسة على امتلاك العراق أسلحة محظورة. لكنه قال إن الاثباتات التي سيقدمها ستكون "مقنعة جداً". وذكرت المصادر الغربية أن "البناء على الصورة التي قدمها بليكس أكثر فائدة لأن أعضاء مجلس الأمن سمعوا منه أن العراق لا يتعاون ويشكّون بخلوه من الأسلحة المحظورة". وزادت ان باول سيعرض تفاصيل تدعم عدم تعاون بغداد الصادق، ومحاولاتها لإزالة معدات من وراء ظهر المفتشين. وأكدت المصادر أن العمل لم يبدأ لإصدار قرار دولي ثانٍ تريده بريطانيا وتتردد الولاياتالمتحدة في شأنه. ولمحت إلى أن القرار إذا صدر، سيعطي لبغداد انذاراً لساعات وليس أسابيع. وفيما اعتبر البرادعي ان هناك حاجة لتحقيق انفراج خلال زيارته وبليكس لبغداد في الثامن من الشهر الجاري، وعد السفير العراقي لدى الأممالمتحدة محمد الدوري ب"نتائج ايجابية" للزيارة. وفي سياق آخر، يتصل بالأزمة، لوحظ أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير حرص على التهدئة مع باريس، فأجرى اتصالاً بالرئيس جاك شيراك عشية لقائهما اليوم، واتصالاً مماثلاً ببوتين. ويتوقع أن يكون عرض معهما نتائج محادثاته نهاية الأسبوع مع الرئيس جورج بوش في شأن العراق. وأكدت مصادر ديبلوماسية غربية في لندن ضرورة بقاء العراق موحداً، وأن يكون للأمم المتحدة "دور أساسي" في مساعدة العراقيين في إقامة "حكومة تمثّلهم". إلى ذلك، أبلغت مصادر كردية في شمال العراق "الحياة" تكثيف وجود القوات الأميركية في هذه المنطقة، مشيرة إلى نقل الجيش الأميركي مضادات أرضية، في ما يعتقد أنه خطوة لضمان أمن الاجتماع الأول للجنة المتابعة والتنسيق المنبثقة من مؤتمر المعارضة العراقية. وتسعى واشنطن إلى عقد اجتماع رباعي يضم مسؤولين أميركيين واتراكاً بالإضافة إلى الحزبين الكرديين الرئيسيين. وتوقع هوشيار زيباري، مسؤول العلاقات الخارجية في حزب مسعود بارزاني، ان يعقد اللقاء خلال بضعة أيام لحسم الخلافات بين التصورين التركي والكردي في شأن تقويم الأوضاع والسياسات المستقبلية وأثرها الاقليمي. وأفادت مصادر كردية عن وصول عدد من الضباط الكبار في الجيش العراقي إلى المناطق الكردية، مشيرة إلى أن بين هؤلاء جنرالات.