أكد زعيم حزب "العمل" الاسرائيلي عمرام متسناع مجدداً موقفه الرافض دخول حزبه في حكومة "وحدة وطنية" برزعامة ارييل شارون، لكنه تعهد توفير "شبكة أمان" للحكومة الجديدة في قضايا مصيرية. وقال متسناع أمام حشد من طلاب احدى المدارس فيم دينة حيفا أمس انه لن يبدي أي مرونة في معارضته المشاركة في حكومة كهذه نظراً للبون الشاسع في مواقفه ومواقف شارون في شأن مستقبل العلاقات مع الفلسطينيين والسلام الشامل في المنطقة. وتابع ان المشكلة ليست في شكل الحكومة، انما السؤال هو أين هي الخطوط المشتركة بين "العمل" و"ليكود" في شأن القضايا الساخنة، لافتاً الى ان شارون لم يغير طريقه أو خطابه بعد الانتخابات "ما يحول دون مشاركتنا في حكومة برئاسته". وجاءت تصريحات متسناع عشية لقائه شارون اليوم بناء لدعوة الأخير. وقال انه مستعد للاستماع اقتراحات شارون قبل أن يقرر "العمل" طبيعة التعاون مع الحكومة الجديدة، وليس قبل أن يعلن رسمياً انه حزب معارضة. ولمح متسناع الى أن حزبه قد يدعم الحكومة في قضايا اقتصادية واجتماعية لتخفيف الأعباء عن الطبقات المحتاجة ولتشجيع الاستثمار في المرافق الاقتصادية. وقال انه سيوفر "شبكة امان" لقرارات حكومية من شأنها اخراج الاقتصاد من الوحل. ويلقي موقف متسناع هذا دعماً من جميع أركان حبزه باستثناء شمعون بيريز الذي يحض على الشراكة، زاعماً ان الحزب لن ينجح في التأثير على درب الحكومة وهو يجلس على مقاعد المعارضة. وذكرت تقارير صحافية ان بيريز قد يستقيل من الكنيست اذا ما تبين له أن حزبه بقى خارج الحكومة. الى ذلك، يشرع الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف اليوم في لقاء ممثلي الأحزاب الاسرائيليين التي ستُمثل في الكنيست الجديد تمهيداً لتكليف صاحب الحظ الأوفر تشكيل الحكومة الجديدة. وبالاضافة الى احزاب اليمين والمتدينيين التي ستوصي الرئيس بتكليف شارون بالمهمة، أعلن حزب "شينوي"، ثالث أكبر الأحزاب 15 مقعداً دعمه تكليف شارون لتشكيل حكومة علمانية. وبعد أقل من يومين من لقاء شارون زعيم "شينوي" تومي لبيد وبث الانطباع ان الأخير مستعد لدخول حكومة يمينية تستثنى منها حركة "شاس" الدينية الشرقية المتزمتة 11 مقعداً، نقلت وسائل الإعلام عن قريبين من شارون رفضه شروط لبيد، وفي مقدمها نبذ الأحزاب الدينية. وقالت ان شارون ما زال يفضّل الإبقاء على "التحالف التاريخي" مع هذه الأحزاب على الرضوخ لاملاءات لبيد. واستبعدت مصادر صحافية مطلعة انضمام "شينوي" الى الحكومة الجديدة، كما استبعد ذلك أحد أقطاب الحزب ابراهام بوراز الذي نفى أن يكون حزبه مستعداً للجلوس الى جانب الحركة الدينية الاشكنازية المتزمتة "يهودت هتوراه" 5 مقاعد. وقال للاذاعة العبرية أمس ان حزبه لن يدخل التوليفة الحكومية الجديدة اذا لم يتم التجاوب مع الحد الأدنى لمطالبه. وأضاف ان الحزب يؤيد استئناف عملية السلام وتبني الحكومة الجديدة رؤية الرئيس الأميركي جورج بوش في شأن حل النزاع في الشرق الأوسط، كما يدعو الى التسريع في اقامة الجدار الأمني الفاصل بين اسرائيل والضفة الغربية. وحيال هذه الصورة، توقع مراقبون أن يشكل شارون حكومة يمينية ضيقة تعتمد على 62 نائباً من مجموع 120 وتستيني حزب "الاتحاد القومي" المتطرف بزعامة افيغدور ليبرمان. ويحاول شارون اقناع حزب الوسط "عام إحاد" شعب واحد المتمثل بثلاثة نواب بالانضمام الى مثل هذه الحكومة. وأضاف المراقبون ان شارون سيسعى الى تحجيم دور حركة "شاس" وعدم التجاوب مع مطالبها على نحو يمكّن حزب "شينوي" من دخول الائتلاف لاحقاً. من جهة أخرى، كشفت صحيفة "هآرتس" ان عدداً من أحزاب اليمين المتطرف يجري اتصالات لبلورة موقف موحد تطرحة اثناء المفاوضات معها للدخول في الحكومة الجديدة على الطاقم المفاوض من قبل "ليكود"، ويقوم على رفض تضمين الخطوط العريضة للحكومة رؤية الرئيس الأميركي أو "خريطة الطريق" الخاصة بحل النزاع واللتين تتضمنان دعم اقامة دولة فلسطينية. وقال أحد أقطاب حزب المستوطنين "مفدال" 6 مقاعد اسحاق ليفي ان مسألة اقامة دولة فلسطينية تعتبر خطاً أحمر. وأضافت الصحيفة ان الأحزاب اليمنية هذه تعمل ايضاً في أوساط قياديين في حزب "ليكود" لاقناع بضرورة اقامة جبهة رفض واسعة ضد الدولة الفلسطينية.