استبعد معلقون اسرائيليون في الشؤون الحزبية ان يكون زعيم حزب العمل عمرام متسناع تراجع عن موقفه الرافض دخول حكومة وحدة وطنية بزعامة ارييل شارون، حين أبدى استعداداً للتفاوض مع "ليكود" في حال أعلن شارون موافقته على اخلاء المستوطنات في قطاع غزة وتحويل الموارد المالية المخصصة للمستوطنات الى الشرائح الضعيفة ومحاربة البطالة داخل اسرائيل. وقال قريبون من زعيم "العمل" ان تصريحه هذا تكتيكي ولا يحمل في طياته أي تغيير استراتيجي. وفي محاولة لقطع الطريق على شارون وأقطاب "ليكود" الذين يحاولون إحداث شرخ في "جبهة الرفض" داخل "العمل" من خلال الالتفاف على متسناع وحض آخرين من اركان الحزب على دخول التوليفة الحكومية الجديدة، اعلن متسناع أمس ان اللجنة المركزية للحزب ستلتئم أوائل الشهر المقبل لإقرار موقفه المعارض للشراكة الحكومية. الى ذلك، استأنف طاقم المفاوضات الذي شكله شارون اتصالاته أمس مع حزب "شينوي" العلماني 15 نائباً الذي أعلن تمسكه باشتراطه دخول الحكومة باستثناء الأحزاب الدينية المتزمتة شاس ويهدوت هتوراة - 16 نائباً. لكن الحزب يدرس خيار أن يجلس الى جانبه في الحكومة الجديدة حزب ديني آخر هو الحزب الديني القومي مفدال، الأب الروحي للاستيطان في الضفة الغربية وقطاع غزة، لكن قادة هذا الحزب أوضحوا أنهم يعارضون إحداث أي تغيير في الوضع الراهن في المسائل الدينية ورفضهم مطالب "شينوي" المتعلقة بالسماح رسمياً بالزواج المدني وفتح المحال التجارية أيام السبت وغيرها. وفي ساعات المساء التقى الطاقم المفاوض ممثلي "شاس" والاتحاد القومي المتطرف وسط امتعاض قادة الحزب الديني من تعامل حليفه التاريخي "ليكود" معه واتهامه بتفضيله "شينوي" العلماني. وردت أوساط في "ليكود" على الاتهامات بالقول ان شراكة "شاس" في الحكومة الجديدة رهن بموافقتها على الخطة الاقتصادية المتقشفة التي تنوي إقرارها فور تشكيلها لوضع حد للتدهور الاقتصادي. وتوقع وزير العدل مئير شيتريت ليكود تشكيل حكومة يمينية - دينية ضيقة تبقي الباب مفتوحاً أمام انضمام حزب العمل في المستقبل، في حال لمس أقطابه أن شارون جدي في نيته التقدم في المسار التفاوضي مع الفلسطينيين. واستبعد الوزير ان ينضم "شينوي" الى الحكومة الجديدة في بداية طريقها نظراً للتناقضات في المواقف بينه وبين الحركات الدينية المتزمتة، الشريكة الطبيعية في حكومات بقيادة "ليكود".