فشلت المفاوضات التجارية بين الاتحاد الاوروبي والمغرب في التوصل الى صيغة مقبولة من الطرفين لتحرير الصادرات الزراعية في الاتجاهين، وبرزت تناقضات في الموقفين في شأن موضوع دعم الانتاج الزراعي وخصوصاً البندورة الطماطم. وقالت مصادر مغربية ان المفاوضات التي جرت أول من أمس في بروكسيل على مستوى الخبراء والمندوبين باءت بالفشل بسبب اصرار الجانب الاوروبي على تحرير صادراته الزراعية الى الاسواق المغربية، مع الابقاء على نظام الحماية والحصص على صادرات البندورة المغربية التي اعتبر الاتحاد ان تحريرها سيضر بمصالح المزارعين الاوروبيين وخصوصاً في اسبانيا وايطاليا وفرنسا التي تحصل على دعم من موازنة الاتحاد. وانتهى الاجتماع بعد جلسة واحدة عندما اصر المفاوضون الاوروبيون على ابعاد قضية البندورة من لائحة السلع الزراعية التي سيتم تحريرها. وقالت مصادر مغربية ان الموقف الاوروبي اتخذ تحت ضغط جماعات الضغط الزراعية التي تتخوف من تحرير اسواقها امام المنتجات الزراعية المغربية، بموجب لاتفاق الشراكة الموقع عام 1996 والذي ينص على تحرير المبادلات كافة وازالة نظام الحصص على الواردات الزراعية والغذائية. وهذه رابع جولة مفاوضات في شأن الملف الزراعي الذي يتعثر بسبب مخاوف الاوروبيو من فتح اسواق الاتحاد امام صادرات دول جنوب البحر الابيض المتوسط التي تربطها بالاتحاد اتفاقات شراكة. وقالت مصادر مغربية ان طريق المفاوضات شاق وطويل وسيحتاج الى جولات جديدة خصوصاً ان الاتحاد الاوروبي يطالب بمنح صادراته الزراعية حرية اكبر في دخول الاسواق المغربية مع ابقاء القيود على واردات البندورة المغربية التي يرفض الاتحاد مبدأ تحريرها ويصر على بقاء الرسوم على الكميات التي تتجاوز الحصص المسموح بتصديرها وهي في حدود 160 الف طن سنوياً. وينتج المغرب نحو نصف مليون طن من البندورة وهو يبحث حالياً عن اسواق بديلة في شمال القارة الاميركية وروسيا وبعض الاسواق العربية. وكان الاتحاد اقترح على المغرب تسهيل دخول الحليب والحبوب ومشتقات اللحوم وهي مواد مدعومة من الاتحاد الاوروبي مقابل السماح للمغرب بتصدير منتجات زراعية غير اساسية، وارجاء بت موضوع البندورة الذي تقول الرباط انه البوابة التي من خلالها يمكن التوصل الى اي اتفاق تجاري. وكانت مفاوضات جرت على امتداد الاعوام الاخيرة انتهت بالفشل بسبب قضية تحرير صادرات البندورة التي يحتكر المغرب انتاجها في النصف الاول من كل سنة في الفترات التي تكون فيها اوروبا تحت رحمة البرد والصقيع. وتمثل البندورة ثلث الصادرات المغربية الى الاسواق الاوروبية، التي تستقطب 64 في المئة من اجمالي المبادلات التجارية المغربية المقدرة بنحو 20 بليون دولار سنوياً.