فيما واصل رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون مشاوراته الائتلافية مع حزب "العمل" لتشكيل حكومة "وحدة وطنية"، استبقت السلطة الفلسطينية الحرب المحتملة ضد العراق بمحاولة التوصل الى هدنة لمدة عام، واستعجال تنفيذ الاصلاحات في مؤسساتها، والضغط على أوروبا من اجل اقناع واشنطن بعدم تأجيل اعلان "خريطة الطريق". راجع ص 5 وقال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن امس ان اتصالات تجري حاليا مع الفصائل الفلسطينية من اجل الحصول على "موافقتها الخطية" على هدنة لمدة عام قبل استئناف حوار القاهرة المقرر غدا، مشددا في حديث لاذاعة "صوت فلسطين" على ان "ارضية اجتماعات القاهرة يجب ان تكون الاتفاق وليس الحوار والتفاوض". وردت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس وحركة "الجهاد الاسلامي" باعلان رفضهما الهدنة وتمسكهما بالمقاومة امام تصعيد العدوان الاسرائيلي المستمر. وقال القيادي في "حماس" اسماعيل هنية ان "المقاومة ضد الاحتلال مستمرة"، فيما قال القيادي في "الجهاد" محمد الهندي ان ثمة "اجماعا على استمرار المقاومة والانتفاضة لان العدوان الاسرائيلي مستمر". وفي ضوء موقف الحركتين، اعربت مصادر فلسطينية عن مخاوفها من وقوع صدامات واحتكاكات بين الجانبين في حال مضت السلطة في قرارها فرض التهدئة. اما في اطار الاصلاحات الفلسطينية، فأعلن ابو مازن ان المجلسين التشريعي والمركزي سيجتمعان من اجل اقرار استحداث منصب رئيس الوزراء وتحديد صلاحياته، فيما اعلن رئيس المجلس التشريعي احمد قريع ابو علاء ان المجلسين سيقران ايضا "تعديل" القانون الاساسي الدستور من نظام "رئاسي" الى "برلماني". ويأتي عقد المجلسين في مسعى لاقناع اوروبا والمجتمع الدولي بان السلطة تواصل بذل جهودها في اصلاح مؤسساتها تلبية لمطالب اللجنة "الرباعية"، وبالتالي اقناع المجتمع الدولي بالضغظ على اميركا لمنع استجابتها للضغوط الاسرائيلية بتأجيل اعلان "خريطة الطريق" الى ما بعد الحرب المحتملة ضد العراق. من جانبه، اعلن ابو مازن ان السلطة "لن تقبل بأي تعديل" على "خريطة الطريق"، فيما ابدى وزير الحكم المحلي الدكتور صائب عريقات مخاوف من تأجيل اعلان الخطة رسميا الى ما بعد الحرب على العراق او الى اجل غير مسمى، داعيا المجتمع الدولي الى الضغط على واشنطن لاعلانها في اسرع وقت ممكن، ومعتبرا ان ادخال تعديلات عليها "تكريس للاحتلال".