سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حوار القاهرة يستأنف الاربعاء بمشاركة واسعة للخروج بموقف موحد ركيزته وقف النار وتخويل السلطة التفاوض . مصر تعرض على الفصائل الفلسطينية "ورقة عمل" تتضمن "هدنة موقتة"
يعقد الاربعاء المقبل اجتماع موسع لممثلي اكثر من ثمانية فصائل فلسطينية في القاهرة يتوقع ان يعرض فيه الجانب المصري ورقة عمل تمثل "خلاصة" جلسات الحوار التي جرت بين هذه الفصائل ومدير المخابرات العامة الوزير عمر سليمان بشكل ثنائي على مدى الاسابيع الماضية، وذلك من اجل الخروج بموقف سياسي فلسطيني موحد ركيزته الاساسية تخويل السلطة الفلسطينية اجراء مفاوضات مع اسرائيل في القضايا المصيرية، بما فيها وقف اطلاق النار. علمت "الحياة" ان القاهرة وجهت دعوات رسمية الى الفصائل والحركات الفلسطينية الرئيسة، بما فيها "فتح" و"حماس" و"الجهاد الاسلامي" والجبهتان "الشعبية" و"الديموقراطية" لتحرير فلسطين وحركة "فدا" وحزب "الشعب"، بالاضافة الى لجنة المتابعة الفلسطينية في غزة، وذلك للمشاركة في اعمال المؤتمر الذي ستعقده في 22 الجاري بمشاركة اكثر من 30 شخصية فلسطينية. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة ان السيناريو المطروح على جدول الاعمال هو عرض "ورقة خلاصة الحوار" التي اعدها الجانب المصري، على ان يعلن كل فصيل موقفه مما تتضمنه هذه الورقة. وتوقعت المصادر ان يخرج المؤتمرون ب"اعلان" محدد يشار فيه الى الجهات الفلسطينية التي تؤيد فحواه وتلك التي تعارضه. وفي حال عدم التوصل الى اجماع فلسطيني في شأن هذه الورقة سيتم الاعلان عن ذلك ايضا. وتشمل الورقة التي لم يطلع على نسختها الرسمية حتى الان سوى الرئيس ياسر عرفات الذي اعلن موافقته عليها بعد عرضها عليه قبل اسبوعين، عناصر عدة اولها تأكيد الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني ووحدانية السلطة الفلسطينية واحترام القانون. ويشمل البند الثاني، وهو "بيت القصيد"، اعلان "هدنة موقتة" مدتها خاضعة للتفاوض، وتشمل وقف العمليات العسكرية والاستشهادية، وكذلك "استهداف المدنيين" الاسرائيليين، في مقابل مطالبة الحكومة الاسرائيلية بوقف هجماتها على الفلسطينيين وسحب قواتها من الاراضي الفلسطينية التي احتلتها بعد اندلاع انتفاضة الاقصى قبل 28 شهرا ووقف الاجتياحات وعمليات الاغتيال والاعتقالات والافراج عن قادة فلسطينيين اعتقلتهم اسرائيل بعد اعادة احتلالها للمدن الفلسطينية. وكان نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات اكد ان الاجتماعات التي تتواصل في القاهرة "ستصل ذروتها منتصف الاسبوع المقبل"، مشيرا الى ان العمل يجري للتوصل الى "صيغة عمل مشتركة تلبي المصالح الوطنية الفلسطينية العليا". ودعا الفصائل الفلسطينية الى تحمل مسؤولياتها التاريخية ومواجهة التحديات. ويأتي الاجتماع تحت ضغط عامل الزمن على اكثر من صعيد اهمها اقتراب موعد الحرب المحتملة على العراق، والانتخابات التشريعية الاسرائيلية المقرر اجراؤها في 28 الجاري. ووسط اجواء من الترقب في شأن ما سيتمخض عنه هذا الاجتماع، شككت مصادر فلسطينية مشاركة في الحوار بقابلية صمود الهدنة المقترحة، مشيرة الى استحالة تحقيق هدنة من جانب واحد، هو الجانب الفلسطيني. واشارت الى ان القاهرة لم تحصل على ضمانات من الولاياتالمتحدة او اسرائيل بأن الاخيرة ستوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني في حال وقف الانتفاضة. ومع ذلك يرى بعض المصادر ان موقفا فلسطينيا موحدا وملتزما وقف العمليات العسكرية من شأنه ان يوجه الضغط الدولي الى الدولة المحتلة في حال نقضها للهدنة وتحميلها مسؤولية اي تصعيد مستقبلي. وقال احد قادة "حماس" الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في رده على سؤال ل"الحياة" ان موقف حركته "ثابت ولم يتغير. ستستمر المقاومة طالما هنالك احتلال. العدوان ليس ممثلا بالاغتيالات فقط والاحتلال نفسه هو قمة العدوان وطالما بقي ستستمر المقاومة حتى انهائه". وفي المقابل، ابدت فصائل فلسطينية اخرى موافقتها "المبدئية" على الورقة المقترحة، مشيرة الى وجود بعض الملاحظات عليها، بما في ذلك ما تتضمنه من الدخول في مفاوضات على اساس "خريطة الطريق" الاميركية لحل النزاع. وقال عضو لجنة الحوار، عضو المكتب السياسي في حزب "الشعب" حنا عميرة ل"الحياة" ان المفاوضات يجب ان تشمل قضايا الوضع النهائي. واضاف: "نحن لا نعتقد بأن الدولة الموقتة التي تقترحها الخطة الاميركية ستقود الى الحل الذي يريده الفلسطينيون ويجب طرح قضايا الحل النهائي كافة على طاولة المفاوضات". واشار الى ان احد المقترحات المطروحة في شأن "الهدنة" هو اخراج المدنيين من مجال اطلاق النار الفلسطيني والاسرائيلي على ان يتم التوصل الى اتفاق وقف اطلاق نار مقابل خطوات اسرائيلية محكومة ببرنامج زمني ملزم تضمن تطبيقه الولاياتالمتحدة.