تعرض بنك القدس في مدينة بيت لحم امس الى سطو مسلح، عندما اقتحمه ثلاثة مسلحين وطالبوا بفتح الخزنة الرئيسية تحت تهديد السلاح ليسرقوا كل ما فيها. وقال احد الموظفين ان حادثا كهذا كان متوقعا في ظل غياب شرطة تحمي المواطنين. واعلنت المصادر الامنية في بيت لحم عن ارتفاع الجرائم في المحافظة في الشهرين الماضيين والتي تنوعت بين قتل وسطو مسلح وسرقة محال تجارية ومنازل. وقال المدير العام للشرطة لمحافظة بيت لحم علاء حسني: "هناك فراغ امني كامل في المحافظة بسبب وجود الاحتلال"، مضيفا انه منذ ان شن الجيش الاسرائيلي عمليات عسكرية لاعادة احتلال المدن الفلسطينية في نيسان ابريل الماضي وما تخللها من قصف وتدمير لمقار الاجهزة الامنية وقتل عناصرها، بدأ القلق يتفشى بين المواطنين بسبب الفراغ الامني. واعرب اهالي محافظة بيت لحم للجهات الامنية عن قلقهم الشديد ازاء حالات السرقة المتواصلة، وطالبوا ب"تشكيل لجان حراسة للاحياء السكنية" موقتا الى حين استتاب الامن الذي يفتقده الفلسطينيون والاسرائيليون منذ اندلاع الانتفاضة قبل 29 شهرا ضد الاحتلال الاسرائيلي. واضاف حسني ان الجيش الاسرائيلي دمر السجن الوحيد في المحافظة، ما يعرقل توقيف الجنائيين. ونشرت السلطة الفلسطينية عناصر شرطة غير مسلحة بزي مدني في المدن الفلسطينية تشرف على حركة السير. ويقوم الجيش الاسرائيلي بدوريات بشكل مستمر داخل المدن الفلسطينية من دون اعطاء اعتبارات للشرطة المدنية، وهو امر يعتبره الفلسطينيون "استفزازا" يدفعهم الى القاء الحجارة على الدوريات. لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون اعلن ان اتفاق اوسلو "انتهى ولم يعد قائما" وانه لن يتعامل مع القيادة الفلسطينية الحالية التي يتهمها بدعم ما يسميه ب"الارهاب". وقال قائد جهاز الامن الوقائي في الضفة الغربية زهير مشارقة: "الاحتلال الاسرائيلي شل الاجهزة الامنية وقضى عليها". وتوصل مسؤولون امنيون فلسطينيون واسرائيليون العام الماضي الى اتفاق يقضي بانسحاب تدريجي للجيش الاسرائيلي من بيت لحم، لكن الاتفاق كان هشا ولم يدم طويلا وتذرعت اسرائيل بتفجير شاب من بيت لحم نفسه قرب باص في القدس لشن عملية داخل بيت لحم وفرض حظر تجول فيها لاسابيع.