} قتل امس خمسة فلسطينيين وجرح 90 آخرون على الاقل في ساحات الحرم القدسي برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي. وقبل ساعات من حدوث المواجهات الدامية في القدس القديمة اطلق شرطي فلسطيني النار على جنديين اسرائيليين فقتل احدهما وجرح الآخر في بلدة قلقيلية في الضفة الغربية. وجاءت موجة العنف الاخيرة هذه بعد عودة مفاوضين فلسطينيين واسرائيليين من واشنطن حيث اجروا محادثات مع المنسق الاميركي لعملية السلام لم تسفر عن تضييق الخلافات العميقة بين مواقف الجانبين. بدت مدينة القدس، وشطرها القديم تحديدا، كساحة معركة امس وذكر اطلاق الجنود النار على الفلسطينيين بالمجزرة التي ارتكبها الجنود الاسرائيليون في العشرين من تشرين الاول اكتوبر قبل عشر سنوات عندما قتل 20 فلسطينيا في ساحات الاقصى. وبدأت الاحداث امس قبل انتهاء آلاف المسلمين من اداء صلاة الجمعة. وقال شهود عيان ل"الحياة" ان قوات الاحتلال بدأت باطلاق النار فيما كان المصلون يؤدون صلاة السنة في حين ادعت الشرطة الاسرائيلية ان شبانا فلسطينيين بادروا الى رجم افراد الشرطة الموجودين في ساحات الاقصى والمصلين اليهود في ساحة حائط البراق المبكى وفق التسمية الاسرائيلية بالحجارة ما اطلق شرارة المواجهات الحامية. واطلق الجنود الاسرائيليون النار بكثافة ولم يكتفوا بالرصاص المغلف بالمطاط وقنابل الغاز التي وصل بعضها الى داخل مسجد قبة الصخرة والمسجد الاقصى. وقتل برصاص جنود الاحتلال خمسة فلسطينيين عرف منهم محمد فراج، وبلال عفانة ومحمد فرازة. ومن بين الجرحى فقد سبعة اعينهم فيما لا يزال 23 في حالة الخطر يرقدون في مستشفيات المقاصد ، والمطلع ومستشفى العيون ومستشفى هداسا الاسرائيلي. وفي الجانب الاسرائيلي اصيب بالحجارة تسعة عسكريين من بينهم رئيس شرطة القدس. وافاد مسؤولو الوقف الاسلامي ان سلطات الاحتلال دفعت بمئات الجنود منذ الصباح الى ساحات الاقصى كما عززتهم بفرقة من "الوحدات الخاصة" العالية التدريب على القمع المسلح. وانطلق افراد تلك الوحدات في المنطقة واخذوا يطلقون النار بكثافة على رؤوس المواطنين وصدورهم، وهو ما اكده مدير مستشفى المقاصد الخيرية الدكتور عرفات الهدمي الذي لفت الى ان معظم الجرحى الذين وصلوا الى المستشفى وعددهم 66 كانت اصاباتهم في الرأس والصدر والحوض. واقدمت الشرطة الاسرائيلية على اغلاق بوابات الحرم الست ومنعت الفلسطينيين من الدخول والخروج على رغم وجود عدد من الجرحى بينهم. وفي تعقيب فلسطيني رسمي، اكد نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان الحكومة الاسرائيلية تتحمل المسؤوليةالكاملة عن هذه المجزرة التي وقعت في الاقصى. وقال: "ان زعيم اليمين الاسرائيلي ارييل شارون اشعل حربا دينية في القدس وهناك اصابع اسرائيلية وغيرها تلعب في الساحة بهدف افشال عملية السلام". واضاف انه بناء على تعليمات من الرئيس الفلسطيني "تم الاتصال مع الحكومة الاسرائيلية وطلب اليها وقف المجزرة واخراج الجنود من ساحات الاقصى واعادة الوضع الى السابق، كما اطلعت الادارة الاميركية على الوضع وطلب اليها التدخل للضغط على اسرائيل لوقف هذه المجازر". وحذر ابو ردينة من ان "الحرب الدينية التي اشعلها شارون ستحرق الجميع ونحذر من استمرارها". كما اتصل الرئيس الفلسطيني برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك وطلب منه وقف ممارسات جنوده فورا. ورأى رئيس المجلس التشريعي احمد قريع ان الاسرائيليين "اصيبوا بالجنون فاقترفوا جريمة في الاقصى ولكن الشعب الفلسطيني لن يفرط باي شبر من ارضه المحتلة ومقدساته". اما باراك فادعى ان الفلسطينيين هم الذين بدأوا بمهاجمة الشرطة وان ذلك ادى الى وقوع "الاحداث المؤسفة". كما قال محذرا الفلسطينيين ان التصعيد ليس في صالحهم وانه امر الاجهزة الامنية بعمل كل ما في وسعها لاحتواء الوضع وتهدئة الاحوال. وقد امتدت الاشتباكات الى اجزاء اخرى من القدس والى مخيم قلنديا المجاور والى مشارف مدينة بيت لحم حيث سقط سبعة جرحى من بينهم واحد في حالة الخطر، حسب ما ورد في الانباء. وسبق احداث القدس تصعيد في منطقة غزة على مدار اليومين الماضيين بانفجار عبوات ناسفة قرب مستوطنة نتساريم اليهودية اسفرت عن مقتل جندي اسرائيلي واصابة آخر. وقبل ساعات من معركة الاقصى اقدم الشرطي الفلسطيني ناهض ياسين من بلدة عصيرة الشمالية قرب نابلس على اطلاق النار على جنديين اسرائيليين رافقاه في دورية مشتركة فقتل احدهما وجرح الآخر قبل ان يفر الى مدينة قلقيلية ويسلم نفسه للشرطة الفلسطينية. وكان الثلاثة يتناولون وجبة افطار في مطعم شرق قلقيلية بعد ان انهوا دورية في المدينة في اطار الدوريات المشتركة التي انبثقت عن بروتوكول في اتفاق اوسلو يقضي بان تجوب دورية اسرائيلية يرافقها شرطي فلسطيني واخرى فلسطينية يرافقها جندي اسرائيلي شوارع معينة في المدن الفلسطينية الواقعة ضمن تصنيف المنطقة أ الخاضعة لسيطرة فلسطينية كاملة. واعلنت الشرطة الفلسطينية انها بدأت التحقيق في الحادث في حين اتصل الرئيس الفلسطيني برئيس الوزراء الاسرائيلي ونقل اليه استنكاره للحادث ووعده بالعمل على منع تكرار مثل هذا الحادث. وهنأ عرفات رئيس الوزراء الاسرائيلي برأس السنة العبرية، فيما شدد باراك على انه ينظر بخطورة بالغة الى هذا الحادث ويطالب السلطة الفلسطينية بحرب لا هوادة فيها ضد الارهاب.