قدم مصمم الأزياء اللبناني العالمي عبد محفوظ مجموعته الثالثة والأخيرة لفساتين الأعراس "الحالمة-3" في الجناح الملكي في مركز المعارض في بيروت "بيال" واختصر فيها مسيرته في عالم الخياطة الفاخرةcouture haute التي أحترفها فعلياً منذ أكثر من خمس سنوات، وأعطى لفساتين الأفراح اكبر مساحة في تصاميمه على مدى ثلاث سنوات واكبت خلالها متطلبات المرأة العصرية في العالم. ينجز محفوظ مع "حالمة - 3" بعضاً من طموحاته في إظهار نضارة العروس "الحورية" ويحقق أحلام الصبايا في فساتين ساحرة لم نرَ مثيلاً لها. فقد مزج بين السحر والرفاهية والأحلام بأسلوب فني، فجاءت الأثواب لوحات تشكيلية فنية متقنة وكأنها رُسمت بريشة فنان مبدع عبر خيوط مطرزة برفاهية وتقنية عالية. ثلاثون ثوباً تمثلت فيها الشفافية وحققت أحلام النساء ليكن جزءاً من إبداعه، حتى المتزوجات منهن لأن إبداعه الفني هذه المرة لم يكن تقليدياً في الأثواب التي تبرز نصاعة اللون الأبيض بل أطلق العنان لخياله الفني فجاءت عروسه بعيدة من شبح تقاليد بعض الأزياء، فتميز بالألوان الهادئة حيناً والصاخبة أحياناً. وتمايلت ألوانه بين الأزرق الهادئ الممزوج بالأبيض الناصع ليضفي رونقاً ساحراً لا يخلو من النضارة. أما العاجي فحمل فيه سحر الشرق المتمثل بالألوان الدافئة فباتت عروسه كأنها حورية جاءت من أحلام "ألف ليلة وليلة". ولم ينسَ محفوظ بريق الذهب الساحر فقدم لمن تهواه أثواباً مرصعة بالألوان الذهبية بطريقة فنية يخالها المشاهد زهوراً مذهبة بفعل ساحرات القرون الوسطى. ولم يغفل محفوظ دور الإكسسوار في جمالية ثوب العروس فأضافه اليه ترصيعاً على القماش. والسحر الفني لم يكن هذه المرة تصاميم فقط، إذ أن الأثواب لم تكن مشغولة بقصات ومحبوكة بخيطان بارزة بالقدر الذي كان للقماش الفاخر المطرز بأشكال ولوحات فنية إنسيابية على أثواب ناعمةsimple خلابة. حتى أن الكثير منها قد يدفع الفتيات لإقتنائه كلوحة فنية تتفاخر فيها في فرحها ومناسباتها الخاصة. في "الحالمة - 3" أثبت المصمم عبد محفوظ براعة الفنان الذي يحاكي بموهبته جمالية العصر تصاميم خلابة، ولم يخرج عن مفهوم الخياطة الفاخرة المتعارف عليها عالمياً بل أضاف إليها لمسات خاصة أبقته متميزاً بين المصممين. في وداعه الأخير للحالمة لم يطلّق محفوظ الثوب الأبيض بل سيكون حضوره كضيف شرف مفاجأة ينتظرها الجميع في عروض لفساتين السهرات لاحقاً. في حفلة وداع "الحالمة" استقدم محفوظ عارضات أجنيبات من وكالة "فاشن" في ميلانو ليختتمن موسمه الأبيض. وعلى رغم ضخامة الحدث وأهميته إلا ان العارضات لم يكنَّ كما عهد متابعو عروض محفوظ من ناحية جمالية الأجساد الشرقية والاداء المنتظم، فبعضهن كن "جامدات" لم يلفتن أنظار الحضور الى اهميتهن العالمية كما العارضات العالميات الأخريات كأنهن كن يتصنعن المشية والإنفعال. قد يكون سبب هذا الإنطباع الذي سجل بين الحضور هو عدم اعتياده على وجود عارضات غير لبنانيات في عروض محفوظ السابقة في لبنان. إلا ان مرور العارضات لم يقلل من أهمية الحدث الذي سيسجل نقطة تحول في حياة المصمم الذي اتجه نحو العالمية بشهادة تقدير.