أعلنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن القمة العربية العادية ستعقد في الأول من آذار مارس المقبل، برئاسة مملكة البحرين. وجاء في بيان أصدرته الجامعة ان القمة ستعقد في مقرها في القاهرة، وأن الموعد والمكان تحددا بعد مشاورات بين العواصم العربية في هذا الشأن وأوضحت مصادر عربية ل"الحياة" ان القمة الاستثنائية التي كانت دعت اليها مصر في منتجع شرم الشيخ ألغيت. وأشارت الى أن الالغاء ومن ثم الاتفاق على عقد القمة العادية، جاءا بعد محادثات هاتفية أمس بين الرئيس حسني مبارك الذي يزور فرنسا، وبين ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة رئيس القمة المقبلة. وكانت البحرين وافقت على اقتراح الجامعة بنقل القمة من المنامة الى القاهرة، وتقديم موعدها لمواكبة التطورات، فيما سعت مصر إلى قمة طارئة مخصصة للشأن العراقي، تسبق القمة الدورية. وقال الامين العام للجامعة عمرو موسى ل"الحياة" إن القمة المنتظرة "ستتعامل مع جدول اعمال مختصر يركز على قضيتي العراق وفلسطين". وأشار الى أن وزراء الخارجية العرب يناقشون ذلك في اجتماعهم التحضيري في 27 شباط فبراير الجاري. وإثر الخلافات التي أدت إلى استبعاد القمة الاستثنائية، وكذلك الخلافات الكويتية - اللبنانية في الاجتماع الوزاري الطارئ الذي عقد في القاهرة، دعا موسى الى "تخطي سوء التفاهم" و"عدم التضخيم أو المبالغة في خلافات" وصفها بأنها "اجرائية". وكان صرح إلى الصحافيين قبل توجهه الى باريس للمشاركة في القمة الفرنسية - الافريقية بأنه ينبغي التغاضي عن أي قضايا جانبية "كي يتمكن الجميع من التركيز على التعامل مع الأخطار الكبيرة التي تواجه المنطقة العربية، وما تعنيه هذه الأخطار بالنسبة إلى الأمن القومي العربي الجماعي، في ضوء احتمالات توجيه ضربة عسكرية الى العراق، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من أخطار تهدد بتصفية القضية الفلسطينية". وأكد أن "ما يدور في أي اجتماع ونجاحه ونتائجه هي مسؤولية جماعية لجميع المشاركين"، في اشارة الى ما شهده الاجتماع الوزاري الاستثنائي في العاصمة المصرية. إلى ذلك قالت مصادر الخارجية المصرية انه اتِفق على ان تبدأ المنامة توجيه الدعوات إلى القمة العربية العادية. الأردن يطالب ب"حلول عملية" وفي عمّان، أكد وزير الخارجية الأردني مروان المعشر أمس "ضرورة أن تتبنى القمة العربية في القاهرة مطلع الشهر المقبل، اقتراحات وحلولاً عملية تبعد شبح الحرب" المتوقعة على العراق، وأشار إلى أن القمة الاستثنائية "لم تحظ بإجماع، ما أدى إلى إلغائها". وأوضح في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي ان "الجهد الأردني سيركز على ايجاد حلول عملية تساعد في تجنب الحرب، وتقليص هامش نشوبها غير الواسع الآن". وتابع ان "تعزيز فرص نجاح الحل السلمي يتطلب الأخذ في الاعتبار المواقف الدولية، خصوصاً مجلس الأمن والموقف الأميركي، وموقف الاتحاد الأوروبي، لأننا نعمل بمعزل عما يجري في العالم". وقال إن الأردن "سيشارك في القمة، لأن الاجتماعات التي ستعقد على هامشها قد تكون مفيدة في الموضوع العراقي"، لكنه لفت إلى أن "الهدف من القمة ليس الاجتماع بحد ذاته، وإنما الحؤول دون نشوب الحرب".