طغت اجواء الخلاف بين العراق والبحرين على ترتيبات انعقاد القمة العربية في بغداد، وأدى طلب قدمته دول مجلس التعاون الخليجي قبل أيام الى الأمين العام للجامعة عمرو موسى ب «إلغاء» القمة، الى اتخاذ قرار بتأجيل الاجتماع المقرر في 11 أيار (مايو) المقبل. وأوضح وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة على موقع «تويتر» أن ذلك يأتي بسبب انتقاد العراق غير المبرر للاجراءات التي اتخذتها البحرين في التعاطي مع الاحتجاجات التي تقودها المعارضة. كما ندد بما وصفها «الحملة الايرانية غير المسبوقة» ضد بلاده ودول الخليج الاخرى. وأعلنت الجامعة عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في منتصف الشهر المقبل لتحديد موعد جديد للقمة، ويفترض أن يتم الاتفاق في هذا الاجتماع على تسمية الأمين العام الجديد للجامعة خلفاً لموسى. وتقدمت كل من مصر وقطر بمرشح هما مصطفى الفقي وعبدالرحمن العطية. وأوضح نائب الأمين العام أحمد بن حلي أن تأجيل القمة تم عبر مشاورات بين الأمانة العامة والعواصم العربية. وأشار إلى أن الأمانة العامة وزعت مذكرة رسمية على الدول الأعضاء بمضمون مذكرة عراقية طلبت عقد اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب، وقال إنه تقرر في ضوء هذه المشاورات عقد الاجتماع الوزاري للبحث في تحديد موعد جديد للقمة العربية العادية وبحث تعيين أمين عام جديد. وهذا هو التأجيل الثاني للقمة التي كانت مقررة في بغداد في آذار (مارس) الماضي قبل تأجيلها الى ايار. وتتوقع مصادر ديبلوماسية عربية في القاهرة أن يتم تأجيل القمة إلى أيلول (سبتمبر) أو أن يتم نقلها من بغداد إلى دولة المقر، ما يعني تأجيلها الى ما بعد انتخاب رئيس جديد لمصر في نهاية العام الحالي. وفي اطار الخلافات المستمرة بين ايران ودول مجلس التعاون اكدت الكويت امس انها طردت ديبلوماسيين ايرانيين دانتهم تحقيقات اجراها القضاء الكويتي أخيرا بالتجسس وتجنيد عملاء وتدريبهم على استخدام المتفجرات وجمع المعلومات عن الجيش الكويتي، وقال وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح ان الدبلوماسيين الذين يعتقد ان عددهم ثلاثة «تم طردهم». ودانت محكمة الجنايات الكويتية قبل اسبوعين خمسة اشخاص بينهم كويتي وايرانيان بالانتماء الى «الشبكة التجسسية» واصدرت حكماً أولياً على ثلاثة منهم بالاعدام وبالمؤبد على اثنين وبرأت اثنين آخرين، وردت طهران على ابعاد ديبلوماسييها بابعاد 4 ديبلوماسيين كويتيين. من جهته، دعا وزير خارجية الامارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إيران الى «إعادة النظر في سياستها تجاه دول المنطقة». وقال فيما اعتبر رداً على تصريحات ومواقف إيرانية بشأن الأوضاع في البحرين وتدخلات ايران في الكويت وتصريحاتها حول المملكة العربية السعودية: «كل ما أتمناه أن تنظر إيران الى جيرانها باحترام وتقدير وان تحترم وحدة دول الخليج وسيادتها وان لا تتدخل في شؤونها الداخلية». وأضاف الشيخ عبدالله «تقديرا للروابط التاريخية وحسن الجوار بين دول الخليج وإيران فان من مصلحة طهران أن تتعامل مع دول مجلس التعاون الخليجي بشكل يحفظ استقرار المنطقة وتنميتها». وجاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده الشيخ عبد الله مساء امس مع منسقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في ختام أعمال الدورة الحادية والعشرين للاجتماع الوزاري الخليجي الأوروبي المشترك. واصدر الجانبان بيانا مشتركا دعا إيران الى لعب دور بناء في المنطقة والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون والدول الأخرى، وشدد على أهمية قيام إيران بحماية البعثات الديبلوماسية الموجودة لديها والوفاء بالتزاماتها تجاه حماية هذه السفارات بموجب القانون الدولي.