حمل التراجع الكبير المسجل في إقبال السياح الألمان على زيارة تونس وكلاء السياحة وأصحاب الفنادق على السعي إلى استقطاب أعداد كبيرة من السياح الفرنسيين والبريطانيين في الموسم الصيفي المقبل. وتوقع مسؤولون، في ضوء نجاح حملات ترويجية اقيمت في كل من ايطاليا وبلجيكا واسبانيا وفرنساوبريطانيا، ان يتكثف التدفق السياحي على نحو ينقذ الموسم المقبل ويحقق نتائج أفضل من تلك التي سجلت العام الماضي. لكنهم ربطوا ذلك بعدم اندلاع حرب على العراق، محذرين من أن اندلاعها سيكون كارثة على السياحة في البلدان العربية المتوسطية وتركيا. وكانت تونس شاركت بوفد كبير من أصحاب شركات السفر والفندقة قاده وزير السياحة منذر الزنايدي في معرض "فيتور" السياحي الدولي الذي اقيم أخيراً في مدريد، حيث قال المشاركون إنهم حصدوا حجوزات كبيرة. الترويج لحمامات وقام التونسيون بحملات ترويجية في بريطانيا في الفترة من 19 إلى 22 شباط فبراير الجاري شملت مدن مانشستر وبرمنغهام ولندن، وركزوا خلالها على التعريف بميزات منطقة حمامات التي تعتبر من أجمل المقاصد السياحية في المتوسط، لا سيما بعد استكمال انشاء مدينة سياحية حديثة في محيطها الجنوبي. وتقدم السياح البريطانيون إلى المرتبة الثالثة بين زوار تونس في السنوات الخمس الأخيرة بعد الألمان والفرنسيين، ويرجح أن يحلوا في المرتبة الثانية خلال الموسم المقبل بعدما تراجع إقبال الألمان عقب الاعتداء على كنيس "الغريبة" في جزيرة جربة العام الماضي بواسطة شاحنة مفخخة، ما أدى إلى سقوط 21 قتيلاً بينهم 14 سائحاً المانياً. ويعتقد أن الحملة الترويجية التي قام بها التونسيون أخيراً في اتجاه السوق الفرنسية أعطت أكلها، إذ استقبلوا مندوبين عن 20 شركة سفر فرنسية جالوا على المنتجعات والمدن السياحية المختلفة شمالاً وجنوباً. وقال عضو مجلس إدارة مجموعة "أكور" الفرنسية المعروفة، كريم الوكيل، ل"الحياة" إن تونس باتت المقصد الثاني لزبائن المجموعة بعد فرنسا نفسها. رحلات تشارتر وكانت "أكور" تستقطب 40 ألف سائح إلى تونس في السنة خلال الأعوام الأخيرة، إلا أن الوكيل توقع أن يزيد حجمهم في الموسم المقبل بعد الحجوزات المسجلة. وأفاد أن المجموعة ستسير رحلات "تشارتر" من 12 مدينة فرنسية بينها باريس ومرسيليا إلى مطاري المنستير وجربة. وقدر أعداد المسافرين ب1550 مسافراً أسبوعياً. وقال مدير الترويج في "الديوان الوطني للسياحة"، تيجاني مقنين، إن رحلات "تشارتر" بين تونسوفرنسا ستزيد بنسب تراوح بين 20 و25 في المئة خلال الشهور الثمانية المقبلة، ورأى أن تزايد الإقبال يعكس ارتياح السياح الفرنسيين لرخص الأسعار التونسية ورضاهم على مستوى الخدمة. ويتوقع التونسيون أن يتحسن الإقبال خلال السنة الجارية بعدما سجلوا نقصاً في إقبال السياح قدرت نسبته ب5.7 في المئة خلال السنة الماضية.