يسعى التونسيون الى تنشيط حملاتهم الترويجية في اوروبا في الفترة المقبلة بعدما أثبتت دراسات اعدتها مكاتب متخصصة، لحساب وزارة السياحة التونسية، اقبال السياح الاوروبيين الكبير، لا سيما الالمان والانكليز، على تمضية اجازاتهم الفصلية والسنوية في المنتجعات والمدن السياحية التونسية. وكشفت استطلاعات الرأي التي اعلن نتائجها اخيراً وزير السياحة صلاح الدين معاوي ان نسبة الراغبين في زيارة تونس تبلغ عشرة ملايين مواطن الماني و23 مليون مواطن بريطاني. كذلك حضت الدراسات على توسيع نطاق الحملات الترويجية في اوروبا الشرقية التي تضاعف حجم التدفق السياحي منها في السنوات الاخيرة. وزار اخيراً مندوبون عن 130 شركة سفر المانية واحة تورز في جنوبتونس في اطار الاعداد لارسال مزيد من الوفود السياحية الى تونس في الموسم المقبل. وكانت احصاءات اعدتها "الخطوط التونسية" اشارت الى ان الالمان استأثروا بالمركز الاول بين زبائن الشركة التي نقلت 300 ألف مسافر في العام الماضي. واظهرت الاحصاءات ان اعداد السياح الالمان الذين زاروا تونس العام الماضي ارتفعت الى 858 الف سائح فيما لم تتجاوز العام الاسبق 806 آلاف سائح اي بزيادة نسبتها 26 في المئة. وسعياً الى تكثيف الحملات الترويجية في اوروبا يحرص التونسيون على تجاوز التركيز السابق على الاسواق التقليدية وهي اساساً المانيا وفرنسا وبريطانيا واسبانيا للتوجه الى مناطق جديدة يتوقعون ان تؤمن تدفقاً سياحياً مهماً في الاشهر المقبلة. وفي مقدم البلدان التي حظيت باهتمام التونسيينالبرتغال واليونان حيث افتتحوا اخيراً مكتبين سياحيين، بالاضافة الى روسيا بعد اقامة خط جوي مباشر نحو موسكو وفتح مكتب سياحي كلف تنفيذ خطة ترويجية واسعة تستمر ثلاثة اشهر ينتظر ان تستقطب آلاف السياح لزيارة تونس. كذلك يتوقع ان يزداد اقبال السياح النمسويين على تونس السنة الجارية بعدما اثبت تدفقهم السنة الماضية مدى تأثرهم بسحر سواحلها وجمال صحرائها بدليل ارتفاع اعدادهم من 40 ألف سائح في سنة 1996 الى اكثر من 50 ألفا السنة الماضية اي بزيادة نسبتها 20 في المئة. وشملت الحملة الترويجية التونسية جميع بلدان اوروبا الوسطى والشرقية بما في ذلك يوغوسلافيا، واقيم اخيراً اسبوع سياحي تونسي في بلغراد بالتعاون بين "المؤسسة الوطنية للسياحة" ومجموعتي السفر "بارادايز سرفيس" و"هولدينغ ترافل" قدمت خلاله لوحات من الرقص والفولكلور الشعبي التونسي ونماذج من الأطعمة والألبسة المنتشرة في البلد، وحقق الاسبوع نجاحاً كبيراً شكّل مؤشراً على احتمال تدفق مزيد من السياح اليوغوسلاف الى تونس السنة الجارية في فصل الصيف خصوصاً. وفي اطار حملات الترويج والتسويق استضافت مدينة الحمامات اخيراً 300 وكيل سفر سويسري جاؤوا للتعرف على ميزات المنطقة التي يفضلها السويسريون لجمال سواحلها وبياراتها الشهيرة وقلعتها التاريخية. وزار وكلاء السفر السويسريون مدينتي نابل وتونس وجالوا على منشآتها السياحية وتعرّفوا الى مزاياها مما يؤهلهم لحضّ السياح السويسريين على اختيار تونس لتمضية اجازاتهم الصيفية. كذلك زار اخيراً 250 مسؤولاً في مكاتب سفر ايطالية جزيرة جربة السياحية وأقاموا في فنادقها اسبوعاً وشملت جولتهم القلعة الاسبانية والمجمعات الفندقية الممتدة على سواحلها الرملية الساحرة وكذلك الواحات والمناطق الصحراوية التي لا تبعد عن الجزيرة اكثر من 100 كلم. ويعتقد التونسيون ان سحر جربة التي يسمونها "جزيرة الاحلام" كفيل باستقطاب اعداد كبيرة من السياح الاوروبيين الباحثين عن الشمس والبحر في جميع الفصول. وخطط التونسيون لتطوير البنية الاساسية السياحية السنة الجارية لاستيعاب الزيادة المتوقعة في اعداد السياح الاوروبيين. وفي هذا الاطار توقع مسؤولون في "المؤسسة العقارية السياحية" قطاع عام ان يرتفع حجم الاستثمار السياحي بنسبة خمسة في المئة خلال 1998 بعدما سجل ركوداً السنة الماضية. وعزوا ذلك الى افتتاح فنادق جديدة السنة الجارية ما سيضاعف السعة الايوائية بمقدار 12 ألف سرير فيما لم تتجاوز الزيادة السنة الماضية 10 آلاف سرير جديد.