عاد السياح الهولنديون للإقبال على زيارة المنتجعات والمناطق السياحية التونسية، بعد تراجع لافت سُجّل في أعقاب أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر والاعتداء الذي استهدف كنيس "الغريبة"، في جزيرة جربة الربيع الماضي. شكل المؤتمر السنوي الثلاثين لاتحاد مكاتب السفريات الهولندية الذي استضافته تونس أخيراً، تحت عنوان "التحولات الجديدة في القطاع السياحي ودور وكلاء السفريات" مؤشراً قوياً إلى عودة الإقبال على زيارة تونس. ويعود آخر مؤتمر عقده الإتحاد في تونس إلى العام 1978. وتوقع وزير السياحة منذر الزنايدي عودة حجم الإقبال السياحي الهولندي إلى المستوى الذي كان عليه في العام ألفين والذي قدر ب70 ألف سائح في السنة علماً أن عددهم كان يزيد بنسبة عشرة في المئة سنوياً، طوال التسعينات. وأكد مدير عام "الديوان الوطني للسياحة" سيف الله الأصرم أن السياحة الهولندية في تونس انتعشت خلال الأشهر الأخيرة وتوقع أن تتكثف في ضوء الحجوزات في الفنادق وعلى رحلات "تشارتر". وأظهر وكلاء السفر الهولنديون اهتماماً خاصاً باستقطاب زبائنهم إلى المواقع الطبيعية والمعالم الحضارية التي تنتشر في البلد شمالاً وجنوباً والتي تعطي السائح الهولندي صورة عن الإرث الثقافي لمنطقة جنوب المتوسط. وتوقع رئيس الاتحاد الهولندي فان ثيجن زيادة إقبال السياح من بلده على الضفة الجنوبية للمتوسط خصوصاً تونس، بسبب ولعهم بزيارة الآثار والمواقع التاريخية. واعتبر مايكل فرانزل رئيس شركة السفريات"تي. في. آي" أن وجود بنية فندقية قوامها 750 وحدة وقرب المسافة من هولندا يشكلان حافزين مهمين على استقطاب أعداد أكبر من السياح الهولنديين إلى تونس في المستقبل. على صعيد آخر أكد مسؤولون في مجموعة "توي" TUI الألمانية التي تتبوأ المرتبة الأولى في أوروبا، أن حجم السياح الذين أرسلتهم إلى تونس السنة الجارية تراجع بنسبة 25 في المئة قياساً بالعام الماضي. وكانت المجموعة استقطبت خلال العام الماضي 800 ألف سائح إلى تونس حيث تدير فنادق تقدر طاقة استيعابها ب12 ألف سرير في مناطق مختلفة. وأوضحوا أن الإقبال السياحي على تونس في ألمانيا تراجع بنسبة 40 في المئة ، علماً أن تونس تأتي في المركز الرابع بين المقاصد التي توجه إليها المجموعة زبائنها بعد كل من إسبانيا و اليونان وتركيا. وعبر رالف كورستن، أحد كبار المسؤولين في المجموعة، خلال زيارة لتونس أخيراً عن يقينه من انتعاش القطاع السياحي المحلي خلال السنة المقبلة، ووعد بتكثيف الحملات الترويجية في الأسواق التقليدية مثل ألمانيا طوال الأشهر المقبلة، لكنه حض أصحاب الفنادق التونسيين على خفض الأسعار وإقرار تنزيلات لمجابهة المنافسة الشرسة الجارية حاليا في الأسواق. يذكر أن مجموعة "توي" تدير 151 الف سرير في 15 الف فندق بينها 285 فندقاً تملكها، إضافة إلى 88 طائرة وهي تملك أيضاً 3715 شركة سفريات وقد استقطبت 22 مليون زبون في العام الماضي، وعليه يولي التونسيون أهمية كبيرة للتعاون معها وهناك شراكة تجارية بينها ومجموعة رجل الأعمال عادل بوصرصارالذي يؤجرها قسماً من فنادقه.