فوجئ البرازيلي كارلوس كابرال، المدير الفني للزمالك، قبل خمسة أيام من مباراة فريقه امام الاهلي في بطولة مصر لكرة القدم باستدعائه من قبل مجلس الإدارة في ظل انشغاله بتحضيرات الانتظام في المعسكر الاعدادي للمباراة في مدينة الاسكندرية. وطالب القيمون على الفريق كابرال بإشراك الشقيقين حسام وابراهيم حسن في المباراة، ورد الاخير بان مجلس الادارة لا يملك تحديد تشكيلة الفريق او إعادة لاعب موقوف. وهنا حدثت المفاجأة الكبيرة المعدة سلفاً، حين فرض الاداريون المعنيون توقيع كابرال على اعتراف خطي بتحمله المسؤولية الكاملة عن قرار استبعاد الشقيقين ونتيجته الايجابية والسلبية على السواء. ولم يرفض كابرال التوقيع، لكنه اشترط في المقابل صرف كل المستحقات المالية المتأخرة للاعبين، وحقق مراده، قبل ان تسفر المباراة عن التعادل 2-2، ما شكل نتيجة ايجابية خصوصاً ان الزمالك تقدم مرتين في ظل تفوق واضح للخطة التي وضعها كابرال في مواجهة نظيره الهولندي جو بونفرير في الاهلي. ويبقى الأهم أن كابرال نجح في ترسيخ قاعدة جديدة في سياسة الزمالك، تخالف التقليد المعتمد منذ ان ابصر الفريق النور عام 1911 على صعيد التدخل الدائم لمجلس الادارة في شؤونه وشجونه. وهكذا نال كابرال احترام الجميع والتقدير الكبير، ولم يستغرب احد بالتالي تأييد الصحافة لاجراء تجديد عقده مدى الحياة لضمان استمرار حال الانضباط. وكان كابرال تولى تدريب الزمالك بالصدفة، بعدما لازم منزله في البرازيل طوال عام كامل في حال البطالة عقب عودته من احدى دول الخليج، حيث شكل الخيار الاخير المتوافر للزمالك بعد تعثر صفقة التعاقد مع مواطنه كارلوس ألبرتو قائد المنتخب الذهبي المتوج بطلاً للعالم عام 1970، علماً ان الاتصالات معه تمت عبر أحد السماسرة، ما عكس واقع انه غير معروف في اوساط الكرة المصرية. وامضى كابرال أيامه الاولى مع الزمالك في صفوف المتفرجين، واعطى المسؤولية كاملة لمساعده محمود سعد، وعكف على دراسة الاوضاع الداخلية وامكانات اللاعبين والاطلاع على مستوى المسابقات التي يخوضها الفريق محلياً وقارياً على السواء، ولم يتكلم كثيراً الى الصحافة. وبعد اسبوعين امسك البرازيلي بدفة القيادة وتوالت نغمات الفوز في دوري أبطال افريقيا وصولاً الى احراز اللقب، ثم شرع في ترتيب أوراقه، وانتهز فرصة ارتفاع أسهمه ليعزز حضوره بين اللاعبين. واذ يصح المثل الشائع: "إن عشقت.. اعشق قمر.. وإن سرقت.. اسرق جمل" ما يعني أن الاعمال يجب أن تبدأ من ذروتها، تصدى كابرال لأكبر اللاعبين اسماً وسناً وشهرة، المخضرمان حسام وابراهيم حسن، وقرر استبعادهما من المباراة الودية امام لاتسيو الايطالي، ورد على رفضهما تنفيذ تعليماته بمنعهما من المشاركة في التدريبات. وتوالت الضغوط كالعاصفة على كابرال، ووجهت ادارة النادي انذاراً عنيفاً له عبر اقالة مساعديه محمود سعد وطارق يحيى، لكنه لم ينهار حتى بعدما زادت ضغوط الصحافة والجمهور.