أكد رئيس لجنة التفتيش انموفيك هانس بليكس أمس انه لم يلحظ "أدلة جديدة" في المعلومات التي قدمتها بغداد، لكنه أعرب عن ترحيبه بقضايا "جديدة" طرحها العراقيون وشملت اقتراح طرق جديدة للتأكد مما دمرته بغداد من أسلحتها المحظورة. وقلل بليكس من شأن الدعوة الى زيادة عدد المفتشين معتبراً أن هذه القضية "ليست المشكلة الرئيسية". وأعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي عن أمله ب"مبادرات جديدة من العراق في الأيام المقبلة". واعتبرت بغداد أنها قدمت أدلة على تعاونها، وطالبت بليكس والبرادعي في المقابلة بمقاومة الضغوط الأميركية والبريطانية "وتفويت الفرصة على دعاة الحرب". قال كبير مفتشي الأممالمتحدة على الاسلحة هانس بليكس أمس انه لم يلمح أي أدلة جديدة متعلقة بأسلحة الدمار الشامل العراقية في الوثائق التي قدمتها إليه بغداد خلال زيارة قام بها الى هناك في مطلع الاسبوع، كما رفض اقتراحات اوروبية تدعو الى تكثيف مهمات التفتيش. واشاد بليكس في مقابلة مع وكالة "رويترز" في ختام الزيارة التي قام بها الى بغداد ببعض الاقتراحات من العراق لمساعدة فرقه في البحث عن اسلحة الدمار الشامل، لكنه قال ان التعاون العراقي الشامل هو السبيل الوحيد كي يثبت العراق خلوه من الاسلحة المحظورة. وقال بليكس لدى وصوله الى أثينا: "هذه المرة قدموا لنا بعض الاوراق ركزوا خلالها على قضايا جديدة، لا توجد أدلة جديدة في ما يخصني، على رغم ذلك ركزوا على قضايا مفتوحة وهذا أمر نرحب به". واجرى بليكس ومحمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محادثات استمرت يومين مع المسؤولين العراقيين قبل تقرير مهم يرفعانه الجمعة المقبل الى مجلس الأمن عن سير عمليات التفتيش في العراق قد يقلص الفترة المتبقية على بدء العد التنازلي لهجوم محتمل بقيادة الولاياتالمتحدة على بغداد. وعندما سئل بليكس عما اذا كانت الحرب حتمية قال: "الاجابة ليست عندي. من المقرر ان نقدم تقريراً عن سير عمليات التفتيش الى مجلس الأمن. والمجلس واعضاؤه والعراق، هم الذين يحددون ما اذا كنا سنقوم بنزع الاسلحة بالتفتيش او بالسلاح". وفي سؤال عما اذا كان بإمكان المفتشين القيام بعمليات تفتيش افضل واسرع، أجاب: "المشكلة الرئيسية ليست في عدد المفتشين لكن في التعاون النشط من الجانب العراقي كما قلنا مرات عدة". وقال بليكس ان العراق تعهد في بادرة تعاون بالقيام بعمليات حفر لاثبات تدميره أسلحة الدمار الشامل واقترح ايضاً طرقاً جديدة للتحري يتبعها المفتشون لاثبات عدم امتلاكه اي اسلحة محظورة. وأضاف: "اقترحوا بأنفسهم أساليب تحريات جديدة لمعرفة ما اذا كانت المواد التي اعلنوا من جانبهم عن تدميرها موجودة هناك بالفعل". وستكون هناك طرق للتأكد مما اذا كان من الممكن اثبات وجود السوائل التي اسقطت على الارض. وتابع بليكس: "لم أحصل بعد على اي تقويم من الخبراء العلميين عما اذا كان ذلك ممكناً أم لا ولكنه اقتراح بناء". وقال ان العراق شكل لجنة خاصة تحت قيادة وزير النفط السابق عامر رشيد "لمسح كل انحاء البلاد وفتح الابواب. وهذه دلالة مبشرة". وتابع: "اذا كانت هناك أي وثائق جرى تدميرها في منطقة بعينها فإن من المهم ان نكون قادرين على التحدث الى الناس. لا بد ان يكون هناك الكثير من الناس الذين شاركوا في هذه البرامج. نرغب في لقاء هؤلاء والتحدث اليهم في ظل صدقية". وعن الحاجة الى عقد مقابلات مع العراق مع ضباط ومديري مصانع من المحتمل ان يكونوا شاركوا في برامج الاسلحة، قال بلكيس ان فرقه ما زالت تواجه بعض المشكلات. وأضاف: "تواجهنا بعض الصعوبات. الافراد أنفسهم اصروا على ضرورة وجود ممثلين عراقيين". وفيما يتعلق بعقد مقابلات منفردة مع العلماء العراقيين قال بليكس: "أجرينا بعض المقابلات. اجري عدد قليل منها من دون ممثلين عراقيين أو اي جهاز تسجيل واتمنى ان يكون هناك تطور افضل في هذا المجال". البرادعي ودعا البرادعي العراقيين أمس الى أن يظهروا "تغييراً في موقفهم"، معرباً عن أمله بأن يقوموا بمبادرات ملموسة "في الأيام المقبلة". الا ان البرادعي قال انه "متأكد" من أن بليكس "سيشير الى هذا التقدم" في التقرير الذي سيقدمه الى مجلس الأمن. وأكد في تصريحات للصحافيين خلال توقف في أثينا آتياً من بغداد: "نحن نتقدم ولكن نحتاج الى تعاون كامل". ودعت صحيفة "بابل" العراقية بليكس والبرادعي أمس الى "تفويت الفرصة على دعاة الحرب" وعدم الرضوخ للضغوط الاميركية حتى لا يكونا "أداة للعدوان". وكتبت الصحيفة التي يشرف عليها عدي صدام حسين النجل الاكبر للرئيس العراقي، ان العراق يأمل بأن "يصمد كبيرا المفتشين ازاء الضغوط الاميركية التي تريد الشر للعالم اجمع". وبعدما اشارت الى "صعوبة مهمة هذين الرجلين امام الشر الاميركي"، رأت الصحيفة انها "لن تكون مستحيلة اذا تمسكا حتى النهاية بالمهنية والموضوعية والعدالة والانصاف". ودعت بليكس والبرادعي الى ان "ينأيا بنفسيهما عن ان يكونا اداة للعدوان". وفتش عشرات المفتشين مزيداً من المواقع العراقية التي يشتبه في انتاجها اسلحة الدمار الشامل بعد مغادرة بليكس والبرادعي بغداد أمس. وقال مسؤولون عراقيون انه بعد فترة وجيزة من رحيل بليكس والبرادعي زار مفتشون عشرة مواقع على الاقل في كل انحاء العراق.